الحوادث الخارقة للطبيعة كحالات العودة من الموت، والتخاطب مع الموتى والأرواح الشريرة والأشباح.. مشاهدات حقيقية باعتراف مختصين، قد يختلف كثيرون حول تفسيرها وحقيقتها، ورغم تشكيك البعض واعتبارها ضربا من الخيال والأوهام، إلا أن ذلك لا ينفي وجود ظواهر مخيفة ومرعبة، قد يقف العقل أو العلم عاجزا عن تبريرها.
ومن هذه الحوادث الخارقة سنتعرض أربعة أحداث، كل على حدة، ورغم اختلافها إلا أن العامل المشترك فيها، وعلى حد قول من عايشوا مثل هذه التجارب، إن الموتى يجتهدون لضمان وداع أحبتهم حتى بعد الوفاة.
الواقعة الأولى
كانت ليلة سبت شديدة البرودة، حين بدأت نينا دي سانتو إغلاق محل تمتلكه لتصفيف الشعر للجنسين في مدينة نيوجيرسي.. عندما شاهدته واقفا أمام الباب الأمامي الزجاجي للمحل.. أنه زبونها مايكل، ذو الصوت الهادئ، الذي تمر حياته الأسرية بمنعطف حرج عقب انفصاله عن زوجته وفوزها بحضانة طفليهما بعد معركة قضائية شرسة. دي سانتو كانت دوما سنده القوي في محنته بالاستماع إلى معاناته وتقديم المشورة له ودعوته للخارج بغرض الترويح عنه.
وفتحت دي سانتو باب المحل لمايكل، الذي بدا مبتسم الوجهة، ووقف قرب المدخل وخاطبها قائلا: “لن أبقى طويلا.. أردت فقط المرور بالمحل لأقول لك شكرا على كل ما قمت به من أجلي.”
تجاذبا الحدث قليلا قبل أن يودعها وتغادر هي باتجاه منزلها، لتفاجأ صباح اليوم التالي، الأحد، بمكالمة هاتفية من إحدى موظفاتها، تبلغها بالعثور على جثة مايكل بعد انتحاره صباح يوم السبت، أي قبل 9 ساعات من تبادلهما الحديث بمدخل محلها.
وتقول دي سانتو، وهي تعود بذاكرتها للحادثة التي وقعت عام 2001: “كان أمرا غريب للغاية.. مررت بحالة نكران.. كيف أقول لأي كان أنني شاهدت الرجل، وكما عرفته دائما، دخل المحل وتبادل معي الحديث.. لكنه كان ميتا؟؟”
يطلق محققون علي مثل هذه الحوادث تعبير “شبح الأزمة” وهي روح شخص توفي حديثا تزور شخصا – لديها معه ارتباط عاطفي وثيق عادة – لغاية الوداع.. ورغم ما قد يثيره “التخاطر” أو هذه “اللقاءات” من رعب تقشعر لها الأبدان، يجد آخرون تفسيرا عاطفيا لها على أنها تأكيد بالروابط بين الأحباء لا تندثر بالموت.
ويقول ستيف فولك، مؤلف كتاب: ” Fringe-ology” يتناول حوادث خارقة ، مثل التخاطر، ومطاردة الأشباح: “لا أدري ماذا نقول بشأن هذه القصص.. البعض يقولون بأنها دليل على الحياة بعد الموت.”
واختلفت تفسيرات العلم بشأن الظاهرة، فهناك نظرية تقول بأن الشخص ساعة احتضاره ينقل صورة هيئته لا إراديا، عبر التخاطر – لأشخاص تربطهم به علاقة ود وطيدة.
وتابع فولك قائلا: “أحيانا تشعر فجأة بوجود شخص مقرب منك بجوارك لتكتشف لاحقا أنه كان يمر بأزمة في الوقت عينه.”