“العمليات الإرهابية الأخيرة تعزز في مصر التأييد للرئيس عبد الفتاح السيسي والكراهية للإخوان المسلمين، الذين يتم تصويرهم في وسائل الإعلام كإرهابيين وشركاء لأيديولوجية الجهادين بسيناء”.
كان هذا جزء من تحليل للخبير الإسرائيلي “يارون فريدمان” في مقال بصحيفة “يديعوت أحرونوت” اعتبر فيه أن السيسي “بات ينظر إليه كمن هب لحماية المواطنين” فيما يحصل على شرعية متزايدة لتصفية قيادات جماعة الإخوان.
وتابع محلل الشؤون العربية بالصحيفة قائلاً: “كلما تزايد تهديد الإرهاب، كما تزايدت الكراهية للإخوان المسلمين الذين يحاولون إعادة بناء الجماعة وتنظيم تظاهرات بالجامعات. مؤخرًا تم إخلاء الطلاب من جامعة القاهرة خوفا من انفجار قنبلة”.
التعبئة لمواجهة الإرهاب -والكلام لـ”فريدمان”- شملت قطاعات مختلفة بالمجتمع المصري. حيث وسعت وزارة العدل من صلاحية الجيش لمحاربة الإرهابيين وللتعاون مع الشرطة في حماية المؤسسات، وتخندق رؤساء تحرير الصحف الخاصة والحزبية لمواجهة تحريض الإخوان المسلمين ولإبداء التأييد لخطوات الحكومة، كما تصطف وسائل الإعلام ضد الإرهاب و تهاجم علانية النشطاء الإسلاميين في مصر وخارجها- بما في ذلك حماس.
ومضى محلل “يديعوت” قائلا: “مؤيدو السيسي لا ينظرون إليه كديكتاتور، بل يعتبرون انقلاب 30 يونيو 2013 ضد نظام الإخوان المسلمين وإسقاط محمد مرسي، عودة للمسار السليم لثورة يناير 2011 من أجل مصر العلمانية والديمقراطية”.
وأضاف: “تحمل السيسي المسؤولية كاملة لشن حرب شاملة ضد الإرهاب منذ وصوله للحكم. حلفاؤه الرئيسيون السعودية والإمارات العربية اللتان تقفان إلى جانبه في جبهة واحدة ضد الإرهاب. خرج وزير الخارجية المصري سامح شكري في جولة أوروبية لحشد تأييد عالمي واسع لمصر في حربها ضد الإرهاب. أحد أهدافه الرئيسية إزالة القيود المفروضة على بيع السلاح لمصر، وهي الخطوة التي اتخذتها حكومات غربية بعد الانقلاب العنيف صيف 2013”.
“فريدمان” لفت إلى أنَّ الولايات المتحدة أزالت تلك القيود في يونيو الماضي ونقلت مساعدات عسكرية ضخمة لمصر، كما زار السيسي الولايات المتحدة في سبتمبر، مضيفًا “يجتهد نظام السيسي لتغيير صورته في الغرب من نظام عسكري وصل للحكم بالقوة لنظام يحمي الديمقراطية في مواجهة تهديد الإرهاب”.
وبالنسبة لرأي إسرائيل فيما يحدث قال الكاتب: “يمكن إبداء التفاؤل إزاء التطورات الأخيرة. صحيح أن أعداد قوات الجيش المصري، والدبابات والطائرات التي دخلت سيناء خرقت بشكل لاذع معاهدات كامب ديفيد( معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر الموقعة عام 1979 التي تضمنت نزع سلاح سيناء). لكن من جانب آخر فإن دخول هذه القوات الضخمة بالقرب من الحدود مع إسرائيل يثير القليل من القلق مقارنة بما حدث عام 2012 في فترة حكم الرئيس محمد مرسي رجل الإخوان المسلمين”.
واستطرد قائلا: “مصر في عهد الإخوان المسلمين طمحت في العودة للعصور الوسطى وأسلمة المجتمع. مصر في عهد السيسي تمضي للأمام وتهتم بتحسين الاقتصاد. خلال الفترة الأخيرة أاطلق نظام السيسي مشاريع ضخمة وطموحة. فبعد الإعلان عن حفر قناة سويس جديدة أكثر اتساعا من القديمة، أعلن النظام في القاهرة عن مبادرة لإقامة مركز غلال عالمي في ميناء دمياط، مشروع يستغرق تنفيذه عامين ويوفر الآلاف من فرص العمل”.