اشتعل موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بالغضب الذي أطلقه مؤيدو الداعية السعودي المعروف «محمد العريفي» في تغريداتهم بعد تأكيد الأنباء المتداولة بشأن اعتقاله من قبل سلطات الأمن السعودي.
ويحظى الشيخ العريفي بمتابعة عشرة ملايين شخص على موقع «تويتر»؛ مما جعل حسابه في المرتبة الرابعة والتسعين بين مشاهير العالم.
ويُثير الداعية المُحافظ الجدال باستمرار نظرًا لآرائه؛ فقد مُنع من دخول سويسرا العام الماضي بعد تصريحات اتُهمَ على إثرها بمعاداة السامية، وعارض علانيةً قيادة المرأة للسيارة في المملكة العربية السعودية، وكرر في أكثر من مناسبة: «الشيعة ليسوا مسلمين ويجب قتلهم».
وانتشرت الشائعات على موقع «تويتر» الاسابيع الأخيرة انتشار النار في الهشيم بشأن اعتقال «العريفي» بعد أن صرّحت عائلته لوسائل إعلامٍ محليّةٍ في 14 أكتوبر أن المدّعي العام استدعاه للتحقيق واحتجزه.
واشتعل «تويتر» بالتغريدات الغاضبة الاثنين الماضي عندما خرج أحد الدعاة ليُؤكد نبأ اعتقال «العريفي» الشيخ سلمان العودة – الذي يحظى بمتابعة ما يزيد على خمسة ملايين شخص على تويتر – دعا في «هاشتاج» للشيخ «العريفي» أن يفك الله أسره ليردّ أكثر من 85 ألف متابع في أقل من 24 ساعة.
وجاء نص تغريدة «العودة»: “اللهم اكتب له فرجاً عاجلاً ورده لأهله ومحبيه، واجعل ما أصابه رفعة وأجراً، والحمد لله على كل حال #العريفي_خلف_القضبان”.
العديد من وكالات الأنباء والصحف العربية أفادت أن اعتقال «العريفي» جاء بناءً على تغريدة على موقع تويتر في 4 أكتوبر انتقد فيها القطار الذي يربط المواقع الدينية في السعودية واصفًا إياه بأنه «الأسوأ في العالم».
وجاء نص التغريدة: « قطار المشاعر السَنة أسوأ من العام، شكاوى الحجاج كثرت، عدم انضباط مواعيد، توقف متكرر بلا سبب، إهمال لترتيب الحشود، تعطل المصاعد والسلالم الكهربائية».
وجاءت تغريدة الداعية المعروف ضمن سلسلة من تغريدات أشادت بدور السلطات في التعامل هذا العام خلال موسم الحج، والتي أظهرت مدى العلاقة القوية بين العريفي والحكومة.
وجاء ضمن تغريداته التي أشاد فيها: «جهود قطاعات الداخلية، ووزيرها وإمارة مكة، وأميرها في خدمة ضيوف الرحمن وحماية أمنهم، جهودٌ مشكورة رأيناها ودعونا لهم».
وتُعدُّ تلك هي المرة الأولى التي يُغضب فيها «العريفي» السلطات؛ والتي لم تتردد في اعتقاله. نشطاء حقوقيون قالوا إن الحكومة قلقة من ضخامة عدد متابعيه، وتسعى لتنظيم أنشطته من حين لآخر.
يحيى العسيري – ناشط حقوقي سعودي – قال إن «هذه التغريدة لم تكن انتقادًا لاذعًا، لكن الحكومة قلقلة – بحسب وجهة نظرها – من تسعة ملايين شخص سيقرأون التغريدة التي ربما تحرجهم. تمّ اعتقال الشيخ في الماضي مرات عدّة، وعادة ما كانت لوقتٍ قصير ثم يُفرج عنه بعد توقيعه على اعتذار. وغالبًا ما سيتكرر ذلك الآن رغم عدم التأكد من ذلك».
وأوضح العسيري أن من يتابعون «العريفي يُدركون أنه دائمًا راضٍ عن آداء الحكومة، موضّحًا أن الشيخ المعتقل حاليًا نأى بنفسه عن الشقاق السياسي عندما كان معتقلاً.
وسبق لرموز المعارضة في لندن أن انتقدت اعتقال الشيخ، وطالبت بإطلاق سراحه، لكن الشيخ عندما أُطلق سراحه قال إنه لا يريد منهم دعمًا، مُدّعيًا أنهم يسعون لضرب إسفينٍ بينه وبين الحكومة.
وفي الوقت الذي يُتوقع فيه إطلاق سراح الداعية المعروف، فإن محللين يحذرون من مغبة محاكمته التي ستزيد من غضب مؤيديه. وويرى أندرو هاموند – المحلل لدى المجلس الاوروبي في مجال العلاقات الخارجية – «القضية الأساسية هنا هل أُدين العريفي بأي تهمة رسميًا، أم يتم إطلاق سراحه كما كان يحدث معه في السابق، لو تمت محاكمته فلن يمر الأمر مرور الكرام بين متابعيه».
وبحسب الشيخ «العُودة» فإن «القلق الحقيقي لدى السلطات السعودية إذا ظهر أنه يؤيد سياسات الانتخاب في الوقت الذي تتعالى فيه المطالب على مستوى المملكة بذلك».
ومنذ بزوغ نجم «العُودة» في التسعينيات كرجل دين محافظ أعلن تأييده للديمقراطية واكتسب شهرة واسعة لانتقاده سلطات دول الخليج.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن «العودة» قوله: «حكومات الخليج تحارب الديمقراطية العربية خوفًا من وصولها إليهم»، مُحذّرًا من أن «استمرار الوضع على ما هو عليه الآن سيجعلهم يخسرون مؤيديهم وتحل الكارثة».
ولا تتسامح السلطات في السعودية مع أي شخصٍ يُطالب بإصلاحٍ سياسي حيث تزجّ به مباشرة إلى السجن، ووقفت المملكة بكامل دعمها العام الماضي وراء انقلابٍ عسكري في مصر ضد حكم جماعة الإخوان المسلمين وأعلنتها جماعة إرهابية نظرًا لسعي الجماعة للوصول للحكم.
ولم تتوقف الانتقادات التي خرجت كرد فعل غاضب على خطوة السلطات السعودية اعتقال العريفي أمس الأربعاء؛ حيث اتفقت جميعها على ضرورة الإفراج الفوري عن الشيخ.
المصدر | ميدل إيست آى