استمرارا للدعم الذي تقدمه دولة الإمارات للانقلاب العسكري في مصر، وقائدة عبدالفتاح السيسي، تستعد حكومة الانقلاب في مصر لاستقبال 19 ألف رأس من الأبقار الحية، قادمة من الإمارات يوم 20 نوفمبر الحالي عبر ميناء الإسكندرية، وذلك في إطار 100 ألف رأس من الأبقار الحية قد وعدت الإمارات منحها للجيش المصري أثناء الدعاية الانتخابية للمشير عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب.
ومنذ انقلاب 3 يوليو، ويقف ثلاثي الخليج “الإمارات والسعودية والكويت” مع معسكر الانقلاب، ويقدم له يد العون ماديًا وسياسيًا ودبلوماسيًا، من منحٍ ومساعدات مالية، إضافة إلى تسخير الدعم السياسي عبر المحافل الدولية، كما لا يتورع قادة الانقلاب العسكري في مصر عن فضح أنفسهم وإعلان تلقيهم مساعدات ضخمة من قبل تلك الدول، والتي بات الاقتصاد المصري قائما عليها بشكل أساسي منذ الانقلاب على الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي في يوليو 2013 المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.
وبحسب تصريحات صحفية للدكتور سيد جاد المولى رئيس الإدارة المركزية للحجر البيطري بوزارة الزراعة في مصر، فإن محاجر “الهيئة” تستعد لاستقبال 19 ألف رأس من الأبقار الحية يوم 20 نوفمبر الجاري عبر ميناء الإسكندرية.
وأوضح جاد المولى أن الأبقار الإماراتية تعد الدفعة السادسة ضمن صفقة الحيوانات التي قدمتها الإمارات العربية المتحدة هدية للجيش المصري، بإجمالي 100 ألف رأس ماشية مستوردة من دولتي البرازيل وأورجواي، موضحا أن الدفعة الأخيرة منها 4 آلاف للذبح الفوري، و8 آلاف عجلات عشار لإنتاج الألبان، و7 آلاف للتربية.
وأكد جاد المولى أنه سيتم طرح كميات منها في الأسواق والمجمعات الاستهلاك، والباقي للتربية وتخضع للإجراءات البيطرية المعتادة، ومنها سحب عينات للتأكد من خلوها من الأمراض وصلاحيتها للاستهلاك المحلى طبقًا للمواصفات المصرية المتعلقة باستيراد الماشية”.
وبحسب تجار مصريين فإن صفقة الـ100 ألف رأس من الأبقار التي قدمتها الإمارات إلى مصر، لم تقدم حلاً لارتفاع أسعار اللحوم في السوق المحلية”، كما أن المواطنين لم يشعروا بأي انخفاض في أسعار اللحوم، لأن أغلب تلك المواشي تذهب إلى مزارع القوات المسلحة، وما يتم طرحة منها في الأسواق يكون في نطاق محدود من المحافظات المصرية.
وبحسب مراقبين فإن صفقة الإمارات المتعلقة قد لا تكفي لإطعام حي واحد من أحياء القاهرة، لكن ومع ذلك يتم استغلالها إعلاميا والترويج لها بإن المساعدات تنهال على حكومة الانقلاب العسكري من كل مكان فقط من أجل الدعاية الكاذبة لحكومة الانقلاب العسكري.
وحصلت مصر بعد الانقلاب العسكري على مساعدات من دول عربية كالسعودية والإمارات والكويت قيمتها أكثر من 200 مليار جنيه (28 مليار دولار) في الشهور العشرة التي أعقبت الانقلاب على الرئيس مرسي، فيما قدرت وزارة المالية المصرية حجم المساعدات العربية التي تضمنت شحنات نفط، خلال العام المالي الماضي، بنحو 16.7 مليار دولار، وفق تقرير شهري صادر عنها.
وبينما تزعم الإمارات أن الدعم الكبير الذي تقدمه للسيسي وانقلابه العسكري يأتي من قيل حرصها على ضمان استقرار مصر، وتمكينها من مواجهة الأرهاب المزعوم يرى خبراء ومحللون سياسيون أن دول الخليج بشكل عام والإمارات والسعودية بشكل خاص تدعم الانقلاب الدموي على الشرعية المنتخبة في مصر؛ من أجل حماية عروش نظاميهما السياسية، مؤكدين أنهم لا يتحركون أبدا من منطلق حرصهم على أمن مصر واستقرارها كما يزعمون.
وتعتبر دولة الإمارات الأكثر دعمًا للجيش المصري منذ انقلابه على الرئيس المنتخب محمد مرسي يوليو الماضي. وقدمت إلى جانب السعودية والكويت مساعدات تتجاوز 21 مليار دولار خلال الأشهر العشرة الماضية، في شكل منح ومساعدات نفطية وغير ذلك.
المصدر : شؤون خليجية