صباح الأقصى يئن وحيدا حزينا
مثلي وحيداً أرابط على بواباته وحجارتي لا تنفذ.
لكنهم انقضوا كالذئاب.. خمسة أو عشرة أو عشرين مدججين بالسلاح، ومستعربين لا أعرف عددهم، يتسللون كالفئران، وحول الأقصى يتأهب المستوطنون لاجتياحه.
صباح لا بواكي فيه على الأقصى والنحيب من الشام إلى العراق إلى اليمن إلى البحرين إلى ليبيا إلى مصر يملأ صدور نساء العرب.
والأحرار الذين كانت حناجرهم تهتف للأقصى، إما قتلوا أو غيبتهم المعتقلات.
لم تعد تقام المهرجانات ولا تنظم القصائد ولا الأمسيات وحتى الفضائيات لم تعد تثرثر حول الأقصى والقدس.
كل ينشغل بدمه أو كل مشغول باشغال الناس عن السكين التي تذبحهم.
ووحدي مشغول بالقدس، كأني شجرة زيتون مزروعة في ساحاته، كأني حمامة لمست دموع النبي موسى حين أسرى بعبده ليلا.
صباح القدس تئن.. اطمئنها واهدهد احزانها..
وأهرول بين الأقصى وقبة الصخرة، أوزع أضلعي على كل جدار ومأذنة.
وأرمي حجارتي حمما تنزل على رؤوس المستوطنين..
لن يمروا…
نظام المهداوي