قال الكاتب الأمريكي فريد زكريا، إن تونس حققت هذا الأسبوع نجاحًا ديمقرطيًا نسبيًا، في حين أن مصر، أكبر دول العالم العربي والتي كانت ذات مرة البلد العربي الأكثر نفوذًا، منيت بفشل ذريع وعادت مجددًا إلى الديكتاتورية، على حد وصفه.
وأضاف الكاتب، في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن المصريين فعلوا مثل التونسيين وأطاحوا بالديكتاتور قبل 3 سنوات، لكن بعد تجربة ديمقراطية قصيرة من خلال حكم الإخوان المسلمين، عادت الديكتاتورية اليوم لتحكم البلاد من جديد.
ونقل الكاتب، عن أحد الليبراليين المصريين الذين شاركوا في الثورة ضد الرئيس الأسبق حسني مبارك، قوله إن النظام المصري الحالي أكثر وحشية بكثير من نظام مبارك، مشيرًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أصدر قرارًا يسمح بمحاكمة مزيد من المدنيين أمام محاكم عسكرية.
وأوضح الكاتب أن حزب “النهضة” في تونس لم يسع لإقامة الشريعة، وأعلن احترامه لقوانين حقوق المرأة في تونس، وتنازل طوعًا عن السلطة هذا العام لحكومة وحدة وطنية تكنوقراطية عندما واجه احتجاجات شعبية.
وأشار إلى أن الإسلاميين في مصر هزموا الأحزاب العلمانية في الانتخابات الأولى بعد خلع مبارك، لأنهم اعتمدوا على شبكة من المساجد والجمعيات الإسلامية للتواصل مع المواطنين، في حين أن الأحزاب العلمانية لم تمتلك الشيء نفسه، وبعد أن خسرت في انتخابات تلو الأخرى لجئت للجيش لإلغاء نتائج صناديق الاقتراع.
وأوضح أن تونس محظوظة في أن جيشها كان دائمًا تابعًا للسلطة المدنية، وهي دولة أكثر تطورًا وتمدنًا وتعليمًا وعولمة من مصر، وتمتلك نقابات عمالية وجمعيات وجماعات مهنية قوية، لذلك كان هناك تكافؤ نسبي بين الإسلاميين وخصومهم، مشيرًا إلى أن معارضي حزب “النهضة” إلتزموا باللعبة الديمقراطية حتى بعد الخسارة، بدلًا من استدعاء الجيش، لأنهم على عكس الأحزاب العلمانية المصرية، شعروا أن لديهم فرصة للفوز في المستقبل، وهو ما حدث هذا الأسبوع.
وأشار الكاتب، إلى أن توازن القوى كان موجودا في تونس وليس في مصر.
ويقول: “الكثير من الشهادات حول بعد نظر قادة تونس السياسيين، واعتدلا إسلاميوها، واحترام جنودها للمؤسسات المدنية يخفي حقيقة أساسية وهي أن تونس قدمت أرضا أكثر خصوبة للتعددية من مصر”.