سلطت وسائل إعلام إسرائيلية الضوء على إخلاء منطقة الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة من السكان، قائلة إنه لايوجد ما يقلق إسرائيل من الانتشار العسكري المصري في سيناء إثر العملية الأخيرة التي استهدفت قوات الجيش في منطقة “كرم القواديس” التي أسفرت عن استشهاد وإصابة العشرات.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن “الحرب على الإرهاب مصيرية ليس فقط لسلامة مصر وإنما لسلامة المنطقة”، واضعة تنظيم “أنصار بيت المقدس” وجماعة “الإخوان المسلمين” وحركة “حماس” كأهداف للرئيس عبدالفتاح السيسي، بعد الهجوم الذي استهدف الجيش المصري في سيناء.
وأشارت إلى أن “منفذي العمل الإرهابي استلهموا ما فعلوا بالتأكيد من الحروب التي يديرها تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في العراق وسوريا”، لافتة إلى أن “شمال سيناء لديه تاريخ من العمليات التخريبية منذ سقوط نظام حكم مبارك”.
وقالت إن “الهجوم الإرهابي الأخير عزز من التأييد الجماهيري للرئيس السيسي وكراهية الإخوان، الذين يحاولون إعادة إحياء الجماعة وتنظيم مظاهرات في الجامعات المصرية”.
وذكرت أن “تنظيم أنصار بيت المقدس هو أحد أذرع القاعدة العاملة في سيناء وغزة، ويعمل أفراده سرا في قطاع غزة وربما أيضا في الضفة الغربية، ويمكن الافتراض أنه وريث تنظيم جيش الإسلام الفلسطيني الذي عمل حتى بداية عام 2011 في نفس المنطقة وكان مسئولاً عن القيام بعمليات ضد أهداف يهودية ومسيحية، من بينها تفجير كنيسة القديسين القبطية في الإسكندرية في يناير 2011”.
وذكرت أن “عدد محاربي أنصار بيت المقدس يقدر بحوالي 2000 فقط، ويضم بين أعضائه مصريون وفلسطينيون وبدو سيناويين ومتطوعين آخرين”، مضيفة أنه “علاوة على العمليات التي قام بها هذا التنظيم ضد الجنود المصريين، فإن التنظيم قام بعمليات أيضًا ضد إسرائيل، وقام عدة مرات بتفجير خط أنابيب الغاز المصري الذي يصل لكل من إسرائيل والأردن، كما أطلق صواريخ على مدينة إيلات الحدودية، وهي مثل تنظيم الدولة الإسلامية تبث مقاطع فيديو لقطع رقاب مواطنين بسيناء”.
وبعنوان فرعي “مؤشرات إيجابية”، قالت الصحيفة “يمكن لإسرائيل أن تتفاءل إزاء التطورات الأخيرة؛ صحيح أن هناك أعدادا كبيرة من قوات الجيش المصري، والدبابات والمروحيات والطائرات دخلت لسيناء في انتهاك لاتفاقية كامب ديفيد، إلا أن دخول هذه القوات غير مقلق”.
وأوضحت أن “حرب السيسي على الإرهاب مصيرية ليس فقط لسلامة مصر وإنما سلامة المنطقة كلها، إذا انتصر الرئيس المصري على الإرهابيين، سيثبت لقادة المنطقة كلها إنه على العكس من الحال في سوريا والعراق، يمكن مكافحة الجهاديين، ووفقا لرؤيته فإن هذه فرصة تاريخية ليظهر على مسرح التاريخ كمخلص لبلده مصر وكأحد قادة الحرب على الإرهاب في الشرق الأوسط”.
من جهته، وصف موقع “واللاه” الإخباري عملية الإخلاء بـ “نكبة سيناء”، الأمر الذي يخالف ما أعلنته 73 أسرة من سكان الشيخ زويد من مباركة لخطوات الجيش المصري التي تهدف إلى تخليصهم من الأعمال الإرهابية المهددة لحياتهم.
وقال، إن الجيش المصري منح سكان الشريط الحدودي مهلة قصيرة جدا لإخلاء منازلهم، وقد وعدت الحكومة بتعويض قدره 900 جنيه مصري قيمة إيجار 3 أشهر، لحين بناء المنازل الجديدة.
فيما ذكرت صحيفة “هاآرتس” أنه على الرغم من أن الجيش المصري منع الصحفيين من الاقتراب من المنطقة، إلا أن قناة “الجزيرة” القطرية نجحت من داخل غزة في التقاط صور لهدم المنازل وعمليات تهجير الجيش للسكان بالمنطقة.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد أعلن منذ أيام حظر التجوال لمدة ثلاثة أشهر في المنطقة من مدينة رفح على الحدود مع قطاع غزة حتى غرب العريش، وتتضمن أيضا مناطق وسط سيناء، في أعقاب الحادث الإرهابي الدامي الذي أسفر عن استشهاد 33 جنديا.