تعرض الصحفي الكويتي المعتقل عياد الحربي إلى الضرب والتهديد، وحيث تم الاعتداء عليه جسديًا في السجن المركزي، وتم تقييد يديه وقدميه، ومن ثم رميه في ممرات السجن عدة ساعات، حسبما أفاد ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، وكذلك صحيفة “سبر” الكويتية المستقلة التي كان الحربي يعمل فيها.
ورجحت الصحيفة أن هناك توصيات خاصة من قبل مدير السجن لمعاملة الحربي بطريقة سيئة، لافتة أن الأخير يعاني من الآلام في جسده بسبب الضرب المستمر، وأشارت الصحيفة أن الحربي يتم تهديده بين الفينة والأخرى بوضعه في زنزانة انفرادية تسمى “الصاجة” وهي مشهور بقذارته، ومخصصة لتعذيب المساجين.
وكانت السلطات الكويتية اعتقلت الحربي في فجر يوم الخميس الماضي 22/ أكتوبر؛ لتنفيذ حكم صدر ضده بالسجن عامين بسبب تغريدة اعتبرتها المحكمة مساسًا بالذات الأميرية.
الحربي شاب ناشط في الحراك الكويتي، وهو صحفي وكاتب في صحيفة “سبر”، وتم تكريمه بدرع تذكاري في العاصمة البريطانية، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي أقيم في لندن 2013 وكان معتقلًا وقتها.
وفي السياق ذاته، الناشطون على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” تفاعلوا مع الخبر، وأنشأوا هشتاق (#تعذيب_عياد_الحربي_في_السجن) وآخر باسم (#ضرب_عياد_الحربي)؛ حيث عبروا عن غضبهم واستنكارهم للمعاملة السيئة التي يتعرض لها الحربي في السجن، محملين وزارة الداخلية المسؤولية؛ فيما رأى آخرون أن مثل هذه المعاملة سيطال للجميع ما لم يتم تنظيم اعتصام.
وكانت محكمة الاستئناف قد قضت بسجن الحربي في 22 مايو/أيار 2014، بعد سلسلة من المحاكمات؛ حيث قضت بسجنه لمدة سنتين مع الشغل والنفاذ في قضية أمن دولة بتهمة العيب في الذات الأميرية من خلال موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» ونشره مقاله بعنوان: “أعطيني حريتي لأطلق أفكاري“، إلا ان الحكم لم ينفذ في ذلك اليوم.
ومن أكثر التهم شهرة للحربي ويتداولها الناشطون بسخرية، هي إعادة إرسال تغريدة الشاعر العراقي أحمد مطر، حيث اعتبرت المحكمة أن ريتويت -إعادة الإرسال- تعطي انطباعًا بالموافقة، وأن المتهم يقصد بها أمير البلاد.
وكانت صحيفة “سبر” قد نشرت نسخة كاملة من منطوق الحكم للحربي.
وكان المعارض البارز مسلم البراك قد قال بعد تأييد محكمة الاستئناف الحكم: “إن عياد ردد أبيات من قصيده فسجن سنتين ماذا لو كان هو من كتبها؟ حكم قاسٍ لا يسجن عياد وحده إنما يسجن حرية الرأي”.
ولفت الحربي في حديث سابق له “للجزيرة نت”: “إلى أن القضية سياسية ويجب أن لا تحل بطريقة أمنية قمعية، فالسلطة في خندق والشباب في خندق آخر”. واعتبر الحربي أن أي طريق للإصلاح وأي محاولة يسلكها شباب الحراك في الكويت، يتم اتهامهم فيها من قبل السلطة بالتعرض للأمير والإساءة لذاته، مشيرًا لرفض أي إصلاح يأتي من خلال الإساءة للأمير.
وكانت منظمة هيومن راتس وتش طالبت بإلغاء الأحكام الصادرة في تهم “التطاول على الأمير واعتبرتها انتهاكًا للحق في حرية التعبير”.
سحر القحطاني – التقرير