اتهم الدكتور سيريل برودريك البروفيسور فى أمراض النباتات سابقا فى جامعة كلية ليبيريا للزراعة والغابات الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية بالمسئولية عن تفشى وباء الإيبولا فى دول غرب إفريقيا،وقدم دلائل تدعم اتهامه،وطالب الدول الفقيرة ومنها الإفريقية باتخاذ إجراءات رادعة ضد التجارب الطبية التى تجريها الولايات المتحدة الأمريكية على مواطنى هذه الدول ليس بغرض طبى وإنما بهدف اختبار الأسلحة البيولوجية.
وقال الدكتور برودريك :” إن وزارة الدفاع الأمريكية مولت بمبلغ 140 مليون دولار شركة أدوية كندية تسمى” تيكميرا ” لإجراء بحوث بحوث على وباء الإيبولا على البشر بدأت فى يناير 2014 قبل أسابيع من تفشى الإيبولا فى غينيا وسيراليون”، حسبما جاء في مقالة نشرتها صحيفة “ديلى أوبزرفر” ومقرها مونروفيا.
وأوضح برودريك أن الشركة الكندية أجرت بحثها بحقن الأصحاء بفيروس الإيبولا المميت،لافتا إلى أن الحكومة الأمريكية لديها مختبر أبحاث فى مدينة “كينيما” فى سيراليون يجرى أبحاثا عن ” السلاح البيولوجى بالحمى الفيروسية “، موضحا أن هذه المدينة كانت منطلق تفشى وباء الإيبولا فى غرب إفريقيا .
ولفت برودريك فى تأكيده على اعتراف الولايات المتحدة بقيامها بنشر هذا الوباء،بضلوعها من قبل فى نشر أمراض الزهرى والسيلان والقريح بين المئات من مواطني جواتيمالا،موضحا أنه تم توقيع اتفاق بين الرئيس الأمريكى هارى ترومان ورئيس جواتيمالا خوان خوسيه أريفالو لإجراء تجارب طبية في جواتيمالا فيما بين العامين 1946 و1948 مقابل معونات مادية تمنحها واشنطن لهذه الدولة الفقيرة، وبموجب الاتفاق أجرى فريق طبى أمريكى تجارب طبية على أكثر من 1500 من الجنود والعاهرات والسجناء والمرضى العقليين في جواتيمالا بدون إذن مسبق من هؤلاء المواطنين،غير أن الفريق الطبى بقيادة الباحث الأمريكى جون كالترنشر نشر بينهم عن عمد أمراض الاتصال الجنسى وأبرزها الزهرى والسيلان والقريح بوسائل مختلفة تشمل التواصل الجنسى مع مومسات مصابات بالمرض،وكذلك عن طريق حقن النخاع الشوكى،بهدف التوصل ألى أنجع الطرق لمقاومة هذا المرض والوقاية منه.
ومرت عشرات الأعوام حتى كشفت البروفيسور الأمريكية سيوزان ريفيربى فى كلية ماساتشوسيتس الأمريكية فى مقالة لها فى مجلة “جورنال أف بوليسى هيستورى”، عن هذه المؤامرة الأمريكية الدنيئة ضد جواتيمالا.
وكان الرئيس الأمريكى باراك أوباما قد تقدم فى أول أكتوبر 2010 – عبر اتصال هاتفى- باعتذار بلاده لرئيس جواتيمالا ألفارو كولوم وللشعب الجواتيمالى عن أبحاث وتجارب طبية أمريكية أجريت فى جواتيمالا منتصف القرن الماضى، نتج عنها نقل مرض الزهرى لمئات المواطنين “الجواتيماليين” عمدا.
وأعلن الرئيس ألفارو كولوم أن الأبحاث الطبية التى أجرتها أمريكا فى بلاده قبل 60 عاما تعتبر” جريمة ضد الإنسانية”،مشيرا إلى أن جواتيمالا تحتفظ لنفسها بحق التوجه بالشكوى للمنظمات الدولية. كما أصدرت – إثر هذا الاعتذار- وزيرتا الخارجية هيلارى كلينتون والصحة والخدمات الاجتماعية كاثلين سيبيليوس بيانا مشتركا،قدمتا من خلاله اعتذارهما لجواتيمالا، بسبب تعمد واشنطن نقل مرض الزهرى لمئات المواطنين الجواتيماليين، خلال أبحاث طبية اجرتها أمريكا فيما بين العامين 1946 و1948 .
ووصفت الوزيرتان الأمريكيتان – فى بيانهما- تلك التجارب بأنها ” مقيتة”، وشددتا على أن اجراءها تحت ذريعة حماية الصحة العامة أمر مثير للغضب”، وأضافتا : نحن نشعر بعميق الأسف لوقوع أمر كهذا،ونقدم اعتذارنا لكل من مسته هذه الاختبارات الوحشية “. وأكدت الوزيرتان أن تلك التجارب لا تعكس قيم أمريكا، وتمسكها بالكرامة الإنسانية، وكذلك الاحترام الكبير لشعب جواتيمالا.
على صعيد آخر وفى عام 2008 فى الأرجنتين،توفى 12 طفلا بعد ما استخدموا في دراسة لدواء الأنفلونزا من قبل شركة “جلاكسو سميث كلاين” الأمريكية التي أرغمت الآلاف من الأطفال الفقراء فى جميع أنحاء أمريكا الجنوبية والوسطى على الخضوع لأبحاثها الدوائية،وتنصلت الشركة من المسئولية ولم يطاردها أحد أمام أى محكمة محلية أو دولية.
وتمت تجارب أخرى داخل أمريكا على أطفال الهنود الحمر المعاقين مابين العامين 1950 و1972 حقنوا عمدا بداء التهاب الكبد . الدكتور برودريك يطالب العالم النامى بضرورة اتخاذ إجراءات إيجابية لحماية مواطنيها ومواطنى الدول الأكثر فقرا وبالذات المواطنين الأفارقة،ضد خضوعهم للتجارب الطبية الغربية ،وضد شركات الأدوية الغربية العملاقة التى تتخذ منهم حقل تجارب ليس للتوصل إلى علاج من الأمراض والأوبئة وإنما لنشر الأمراض ،وتجربة المواد المعدلة وراثيا أو الفيروسية أو البكتيرية التى تستخدم كأسلحة بيولوجية استراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية