في الوقت الذي يبدو فيه مكتب التحقيقات الفدرالي في حالة تأهب قصوى للكشف عن أي علامات ولاء لداعش في الولايات المتحدة، يعلن هذا الرجل الملتحي في ولاية تكساس عن دعمه للجماعة الإسلامية المتشددة بطرق واضحة وصريحة. آدم عبد الرحمن يرتدي زي داعش ويتجول به في جميع أنحاء المدينة، يضع الصور في الأماكن العامة للأعلام الأمريكية إلى جانب أعلام داعش، وينشر انتقاداته للثقافة الأمريكية على موقع يوتيوب.
والآن، أصبح لدى هذا الرجل، والذي يسمي نفسه على تويتر “بغدادي هيوستن“، تصرف جديد. حيث إنه، وطوال شهر أكتوبر الذي صعدت فيه الولايات المتحدة حملة القصف للقضاء على الجماعة المسلحة في سوريا والعراق، كان عبد الرحمن يغطي هيوستن بالملصقات التي تصور علم داعش الأبيض والأسود. وضع هذه الملصقات على النصب التذكارية، السيارات، محلات البقالة، وأشياء أخرى كثيرة، كما أنه يشارك أفعاله هذه على تويتر ويوتيوب.
وقد أخبرنا مكتب التحقيقات الفدرالي أنه يعرف كل شيء عن عبد الرحمن. وقال متحدث باسم المكتب: “كنا على علم بتقارير وسائل الإعلام الاجتماعي حول هذا الفرد“. وحاولت فوكاتيف الاتصال بعبد الرحمن، ولكنه لم يرد.
وبعض مشاركات عبد الرحمن تبدو غير ضارة فعلاً. حيث، وفي الصيف الماضي، وضع الشاب البالغ من العمر 28 عاماً صوراً لنفسه وهو يقف مع رجال الشرطة مبتسماً، وعلق على إحداها: “أنا أحب هذا الرجل. هو بطل من أبطال هيوستن. بارك الله بقلبه“.
ولكن في الآونة الأخيرة، أصبح عبد الرحمن، والذي يدعي بأنه “مراسل حقيقة دولة الخلافة الإسلامية”، استفزازياً بشكل أكبر، وعدوانياً أحياناً. وفي سبتمبر، نشر الرجل فيديو يصوره وهو يطرد من مسجد هيوستن، حيث حاول الصلاة.
وقال عبد الرحمن للشرطي: “الله تعالى يقول بأنني مرحب بي، وهذا هو بيت الله“. وبعد نقاش، خرج عبد الرحمن من المسجد مدفوعاً من قبل رجال شرطة الذين يرتدون الزي الرسمي، ولكن ليس قبل أن يذكر اسم زعيم داعش، أبي بكر البغدادي. حيث قال: “حفظك الله يا أبا بكر البغدادي”. واستجاب ضابط الشرطة قائلاً إنه لا يفهم ما الذي يعنيه هذا.
ولكن عبد الرحمن حاول العودة إلى المسجد في الليلة نفسها، والفيديو التالي يظهر حارس الأمن الغاضب وهو يحذره من أنه يرتكب تجاوزاً جنائياً بمحاولته العودة إلى المسجد، ويقول له: “لا مكان لك هنا بعد الآن“.
وفي سبتمبر أيضاً، وعندما حاول عبد الرحمن شراء المواد الغذائية من متجر في وسط مدينة هيوستن، التقط شخص وراءه الصورة التالية له، والتي تظهر إشارة داعش مطبوعة على كتف عبد الرحمن الأيمن، واتصل برجال الشرطة.
وعندما وصل رجال الشرطة، أخذوا عبد الرحمن معهم، إلا أنهم أفرجوا عنه في وقت لاحق.
ويصف عبد الرحمن، والذي نشأ في الغرب الأوسط، ويقول إنه لديه أجداد من فلسطين، نفسه بأنه طالب جامعي تخصص إدارة هندسية في جامعة تكساس، ومتزوج. وأحياناً كان ينتقد الثقافة الأمريكية، بما في ذلك شريط فيديو له في محل للبقالة، يقول فيه لمشترٍ آخر ملئ سلته بكمية من زجاجات البيرة والمشروبات الروحية: “أتمنى لو أكسر كل هذه الزجاجات”.
وفي فيديو آخر على موقع يوتيوب وتويتر، يظهر عبد الرحمن في سيارته وهو يرتدي قبعة عليها علم داعش، ويتلو آيات من القرآن الكريم.
وفي فيديو آخر يتحدث فيه عبد الرحمن إلى مريض في مركز هيوستن الطبي عن الجهاد، يقول عبد الرحمن: “نحن شعب أخلاقي. ولكنك عندما تتلاعب معنا، وتحاول أن تضرنا أو تحاول الكذب على نبينا محمد، ستكون الأسلحة في وجهك، يا حبيبي!”.
فوكاتيف
(التقرير)