في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات المصرية، عن مقتل حوالي 29 جنديًا وإصابة العشرات، جراء عدة كمائن نصبتها لهم بعض الجماعات المسلحة في سيناء، أثار بعض المحللين تساؤلات عن حقيقة مكان وقوع الحادث الذي أودى بحياة الجنود، وهل هو وقع في سيناء كما أعلنت القوات المسلحة، خاصة في ظل حالة الغموض التي فرضتها السلطات على موقع الحادث ومنع التصوير هناك وقطع خدمات الإنترنت ووسائل الاتصال، مرجحين أن هؤلاء الجنود قتلوا في ليبيا بعد أن أرسلهم السيسي لمواجهة الجماعات الإسلامية المسلحة هناك، حسب رؤيتهم.
المتحدث الرسمي باسم “قضاة من أجل مصر” المستشار وليد شرابي، أكد أنّ هؤلاء الجنود استخدمهم الجيش في معاركه في ليبيا، مشيرًا إلى أن الإعلام يدعي بعد مقتلهم أنهم استهدفوا في سيناء.
وقال “شرابي” في تصريحٍ له على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “العسكر يلقون بأبناء الشعب المصري من ضباط وجنود القوات المسلحة في معركة ليبيا؛ رغبة في الانقلاب على ثورة ليبيا أيضًا ثم تتوالى الأخبار بالصور والأسماء عن أسر الجنود والضباط هناك”.
وأضاف: “عندما تعود جثث القتلى من هذه المعارك يطلقون أبواق الإعلام للحديث عن أنهم ماتوا فى حوادث إرهابية ويقيمون لهم الجنازات العسكرية ثم يتركون اليتامى والأرامل يعانون الحسرة والألم على فراق أحبابهم ويرسلون ضباطا وجنودا آخرين عوضا عمن ماتوا فداءً لحفتر”، على حد قوله.
واتفق مع شرابي في الرأي نائب رئيس حزب الوطن السلفي يسري حماد، قائلًا: “إذا كانت هناك عمليات إرهابية ضد جيش مصر في سيناء، فكان من المفترض السماح للإعلاميين ووكالات الأنباء بالتصوير ونقل الحدث”؛ مضيفًا عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، أن منع الصحفيين من الدخول، وتقطع وسائل الاتصال عن سيناء، في الوقت الذي ينقل تليفزيون ليبيا فيه أخبار مقتل أبنائنا جنود مصر الذين يقاتلون إلى جانب “حفتر” عميل الأمريكان، فهذا يعتبر استخفافًا بالشعب المصري وعودة إلى مغامرات عبد الناصر، والتي كانت سببًا في انهيار كل مناحي الحياة في مصر، حسب قوله.
وأكد حماد أن عددا كبيرا من أهالي سيناء، عبر صفحات التواصل الاجتماعي، أفادوا بعدم حدوث أي تفجيرات في سيناء الجمعة، وتحدوا الدولة أن تنشر أي صور للتفجيرات التي أكدت سلطات الدولة وقوعها، واستشهد خلالها 30 جنديًا وضابطًا من القوات المسلحة.
من جانبها، تساءلت الكاتبة الصحفية آيات العربي هل الجنود هم قتلى في الشيخ زويد أم ليبيا؛ مضيفةً: “كيف يمكن لتفجير في كمين أن يقتل كل هذا العد (26 قتيلًا و20 مصابًا).. هل الكمين أصلًا يحتوي على هذا العدد؟”.
واستطردت: “لماذا يتم قطع الاتصالات عن سيناء؟ هل يريدون إخفاء شيء هناك، وتقول البيانات الصادرة عنهم: إن قنبلة هاون أصابت دبابة؛ إضافة إلى الحادثة التي وقعت أول أمس ضد جنود صهاينة، فهل الجيش متحكم في سيناء فعلًا كما يقول للناس أم أنه فقد السيطرة تمامًا؟”.
وأضافت العربي قائلةً: “لماذا ألغى وزير خارجية الانقلاب زيارته لطبرق التي يتواجد فيها حفتر، هل الوضع في ليبيا متأزم بالنسبة لحفتر والقوات التي تساعد، ثم لماذا لم يخرج أحد من الانقلاب ليرد على ما نشره الأشقاء في ليبيا لصورة بطاقة عسكرية لأحد الجنود المصريين التي تم العثور عليها في سيارة تابعة لمرتزقة حفتر؟”.
وقالت العربي: إن الانقلاب يقول للعالم كله :إن هناك إرهابا في مصر, والمنطق يقول: إنه من المفترض أن يستغل حادثة اليوم لصالحه, فيسمح على الأقل للصحف ومحطات التليفزيون الأجنبية بدخول سيناء ليدرك العالم فعلاً أنهم أمام إرهاب كما يقولون لهم !.
وأضافت “ثم الجمهور الأهم في مصر، هم بحاجة لإقناع المصريين الذين يشك كثير منهم الآن في حقيقة ما يحدث ولم يعودوا يصدقوا الإعلام ولا الانقلاب, فلماذا لم يتم السماح لوسائل الإعلام التابعة للانقلاب بتصوير موقع الحادث وعمل لقاءات سريعة مع شهود عيان وغيره كما يتم في تلك الحالات؟”.
وأوضحت العربي أن كل تلك الأسباب تلقي بالشك على الحادث وهذا التفجير لم يره أحد في منطقة من مصر تقطع عنها الاتصالات بالكامل، ثم لا توجد محاولات جادة لتوضيح ما يقولون :إنه حادث إرهابي، فما الذي يجعلنا نصدق أن هؤلاء الجنود قتلوا في سيناء ولم يقتلوا في ليبيا؟”.
يُذكر أن التقارير الصحفية تشير إلى تورط وحدات من الجيش المصري في الهجوم على الثوار في ليبيا، لدعم قوات اللواء خليفة حفتر.. وكانت قد أفادت مصادر أمنية مصرية بمقتل 29 جنديا من قوات الأمن المصرية واصابة 31 في هجومين، الاول بسيارة ملغومة استهدف حاجزا أمنيًا جنوب الشيخ زويد بشمال شبه جزيرة سيناء، والثاني قتل فيه 3 جنود برصاص مسلحين.
عمرو أمينو – التقرير