“يارا سلام”.. اسم من المنتظر أن يثير عاصفة حقوقية خلال الدقائق المقبلة بعد أن تم الحكم عليها، ضمن 22 ناشطًا، بالسجن 3 سنوات وغرامة 10 آلاف جنيه بتهمة خرق قانون التظاهر أمام قصر الاتحادية مساء السبت 21 يونيو 2014.
مبعث الاهتمام الخاص بـ “يارا” – والتي تبلغ من العمر 28 سنة – ليس فقط لأنها محامية ماهرة وباحثة متميزة، كما يصفها كثير من أصدقائها، لكن ابتسامتها الطفولية التي لا تكاد تفارقها، بحسب آخرين، نجحت في صنع الهالة حولها، وإن كانت سيرتها الذاتية حافلة بما يستحق الاهتمام.
فمنذ أن كانت في سن الخامسة عشرة بدأ اهتمام “يارا” يزداد بالمجال الحقوقي، وهو ما دفعها لدراسة الحقوق، ثم الحصول على ماجستير في القانون الدولي لحقوق الإنسان من جامعة نوتردام.
وكانت منظمة العفو الدولية قد وصفت يارا سلام بعد القبض عليها بـ«سجينة الرأي»، وطالبت بالإفراج عنها فورًا وإسقاط التهم الموجهة إليها، وذلك في بيان أصدرته أمس السبت.
“خجولة ولمضة”.. هكذا تصفها والدتها المترجمة راوية صادق، مؤكدة أن هاتين الصفتين كان لهما أبلغ الأثر في تميزها في مجال الحقوق، فأعطت لها الأولى بعدا إنسانيا يشعر بآلام المظلومين بينما كفلت لها الثانية جرأة ولباقة في الدفاع عنهم.
في يونيو 2013، انتقلت يارا للعمل مرة أخري في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، كباحثة في شئون العدالة الانتقالية.
ويبدو أن “يارا” نجحت في توحيد “الفرقاء” على شخصيتها، فها هو الكاتب الصحفي المحسوب على نظام مبارك حمدي رزق يصفها بـ “وردة الفوضى الجميلة” في مقال كتبه بـ “المصري اليوم” بعد أيام من إلقاء القبض عليها، مطالبًا السلطات بسرعة الإفراج عنها، مؤكدًا أنها ليست إرهابية، وأنها “إنسانة نبيلة محبة للوطن”.
وخلال أيام عيد الأضحى كتب الناشط والسياسي مصطفى النجار مقالاً بذات الصحيفة طالب فيه بالإفراج عن الناشطة الحقوقية، بالتزامن مع بدء حملة “عيدهم في السجن” طالب فيه أيضًا بإطلاق سراحها، واصفًا إياها بـ “أروع بنات مصر” و”صاحبة الوجه البريء”.
يبقى أن تعرف أن “يارا سلام” اتهمتها النيابة بإثارة الشغب وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة وحيازة أسلحة ومفرقعات ومواد حارقة ومقاومة السلطات والتعدي على قوات الأمن.. بالإضافة إلى خرق قانون التظاهر بالطبع.
مصر العربية