قالت الكاتبة الإسرائيلية سمدار بيري بأن إسرائيل مدينة للأجهزة الأمنية في عمان بحياة آلاف الإسرائيليين بعد توقيع اتفاقية وادي عربة، “إذ يوجد سفير اردني في تل أبيب، ويوجد سفير إسرائيلي في مكان محصن في الأردن، اكتشف الإسرائيليون البتراء والعقبة، ومئات العمال الأردنيين يعملون في إيلات، وحول العمل الأمني سنستمر في عدم الحديث، يعملون هناك عملا جيدا، ومن يعرف الحقائق يستمر في الصمت، عشرون عاما ونحن مدينون للأجهزة في عمان بحياة آلاف الإسرائيليين”.
غير أن بيري ذكرت في مقالها المنشور في صحيفة يديعوت الأحد، إن السلام الإسرائيلي – الأردني ليس سلاما كاملا وحقيقيا وذلك بسبب الرأي العام الرافض للتطبيع، ومع ذلك لا يمكن التخلي عنه أو تجاهل أهميته الأمنية الحاسمة بالنسبة لإسرائيل.
وكشفت بيري في الذكرى العشرين لمعاهدة وادي عربة بين الأردن وإسرائيل عن مشروع لم ير النور بين رجل أعمال أردني وآخر إسرائيلي حول إقامة مستشفى خاص بالعاصمة عمان غير أن المشكلة كانت هي في أن الرفض الشعبي الأردني قد يعيق عمل المشروع –المربح تجاريا- إذا ما اكتشفوا أنه يتعامل مع “العدو الصهيوني”.
كما كشفت بيري أن “القصر الملكي الأردني” يرسل مرضى للعلاج في إسرائيل سرا ويدفع تكاليف هذا العلاج ويتعاقد مع أربع مستشفيات بهذا الخصوص، غير أنه لغاية الآن لا يتجرأ مواطن أردني لأخذ وصفة طبية من طبيب إسرائيلي إلى صيدلية في الأردن.
ولفت إلى أن “القصر الملكي” يفضل أن تمر ذكرى المعاهدة دون احتفالات، أو حلقات خاصة في التلفاز، وبدون مقابلات، وأن اتفاق السلام مع الأردن مصيره أن يبقى تحت البساط.
وتابعت بيري: “استطاع الملك حسين أن يمرر قانون (الصوت الواحد) في الانتخابات البرلمانية من أجل الحصول على برلمان ضعيف لا يعارض الاتفاق، وقانون آخر قيد الخطب في المساجد كي لا يحرضوا الشارع”.
وختمت بيري أنه وفي استطلاع سري قامت به الأجهزة الأمنية في المملكة تبين أن نسبة المعارضين “للسلام مع إسرائيل” هي نسبة مخيفة.