قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن 1300 من مقاتلي “الجيش السوري الحر” سينضمون إلى الأكراد الذين يدافعون عن بلدة عين العرب (كوباني) السورية الشمالية ضد مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية.”
وتساءل الرئيس التركي خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الاستونية “تالين” “أين كان العالم عندما قتل 300 ألف سوري، ولماذا هذا الهوس بكوباني وليس بسوريا كلها؟ هذا سؤال ينبغي الإجابة عليه”.
وأضاف أردوغان أن الأكراد السوريين “وافقوا على استقدام 1300 من عناصر الجيش السوري الحر، وان مباحثات تجري حاليًا لاختيار طريقة انتقالهم إلى عين العرب.”
وتابع” “لقد أحطت علمًا للتو بأن عدد مسلحي البيشمركة الأكراد الذين سيرسلون إلى عين العرب (كوباني) قد خفض إلى 150 من العدد الذي اتفق عليه مسبقًا وهو 200.”
يذكر أن 2000 من المسلحين الأكراد يقاتلون مسلحي “الدولة الإسلامية” في عين العرب.
وتنظر تركيا إلى المسلحين الأكراد السوريين بوصفهم الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني الانفصالي الذي تصنفه أنقرة (والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة) على أنه منظمة إرهابية.
وكان أردوغان قد وصف يوم أمس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري بأنه “تنظيم إرهابي”.
وقال الرئيس التركي اليوم في استونيا: “كما تعلمون، اتفقنا في المباحثات التي أجريناها مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن يكون الجيش السوري الحر هو الخيار المفضل للمشاركة في الدفاع عن كوباني، أما البيشمركة فسيكون الخيار الثاني.”
ولفت أردوغان أيضًا إلى الأزمة الإنسانية الحادة التي تمر بها سوريا وتدفق اللاجئين السوريين إلى تركيا.
يذكر أن تركيا تستضيف أكثر من مليون ونصف المليون من اللاجئين الذين فروا سوريا هربًا من الحرب الدائرة فيها بين قوات نظام الرئيس بشار الأسد والثوار الساعين للإطاحة به.
في الأثناء، سقطت 3 قذائف هاون، مصدرها مدينة عين العرب (كوباني) التابعة لمحافظة حلب السورية، في منطقة الألغام على الحدود بين تركيا وسوريا.
وتصاعدت حدة الاشتباكات بين تنظيم الدولة الإسلامية وفصائل كردية، داخل وغرب عين العرب، إذ شن التنظيم هجمات بأسلحة ثقيلة في محاولة منه للسيطرة على المعبر الحدودي مع تركيا.
كما قامت الفصائل الكردية برفع علمها فوق تلة “تل الشعير”، بعد غارات قامت بها طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية على التلة، التي سبق وأن سيطر عليها التنظيم؛ حيث قام على إثرها مسلحو تنظيم الدولة بتكثيف هجماتهم على التلة.
“طلعات جوية”
فيما واصلت الطائرات الحربية لقوات التحالف الدولي إجراء طلعات استكشافية فوق المنطقة.
وتقع عين العرب (كوباني)، التي يحاصرها تنظيم الدولة منذ أكثر من شهر، في أقصى ريف حلب الشمالي الشرقي، على بعد 140 كيلو مترًا شمال شرق مدينة حلب، وتسكنها في الأساس غالبية كردية، إلا أن عشرات الآلاف من النازحين، وصلوا إلى المنطقة في الأشهر الأخيرة قبل هجوم التنظيم عليها.
ومنذ أكثر من شهر تستمر الاشتباكات بين مسلحي “داعش” ومجموعات كردية في عين العرب، التي تقول تقارير إن التنظيم سيطر على مساحات واسعها منها، ما اضطر نحو 200 ألف من سكان المدينة والمناطق المحيطة بها، للفرار إلى تركيا.
ويشن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بمشاركة دول أوروبية وعربية، غارات جوية على مواقع لتنظيم الدولة في المدينة وفي محيطها لوقف تقدم المزيد من عناصر التنظيم نحو المدينة، ومنع إحكام سيطرته عليها.