انتقد المراقب العام للإخوان المسلمين في ليبيا بشير الكبتي بشدة تصريحات رئيس الحكومة عبد الله الثني التي قال فيها إن قوات فجر ليبيا هي الذراع العسكري لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، مؤكدا أن ليس لجماعته ذراع عسكري, مشيرا إلى أن مصر والإمارات والسعودية لها دولا واضح في ليبيا من خلال دعم الثورة المضادة بالمال والسلاح.
وقال في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية ردا عن تصريحات الثني: “نحن بالأساس لا نعتدّ بكلام عبد الله الثني لأنه يعتبر خارج التغطية، فهو لا ينقل الأحداث بصدق وأمانة المسؤول عن حكومة الشعب الليبي”.
وأضاف “الكبتي”: “تعودنا على مثل هذه التصريحات غير المسؤولة وسئمنا من أكاذيب الإعلام المأجور التي تحاول أن تصور الإخوان على أنهم وراء كل مآسي البلاد، بينما المسؤول الأول عن كل ذلك في الحقيقة هو الحكومة منذ أن كان يقودها علي زيدان وكان الثني وزير الدفاع فيها”.
وشدد الكبتي منتقدا الثني و تصريحاته و تشويه الإعلام لجماعته: “بدلا من العمل على علاج فشل تلك الحكومة في تكوين الجيش الليبي على أسس سليمة بعد ثورة 17 فبراير أو إيجاد حل لاستيعاب الثوار في المؤسسة العسكرية، بدأت الحكومة تلقي بالتهم هنا وهناك جزافا على الإخوان المسلمين.. ولكن الليبيون بدؤوا يدركون أننا أبعد الناس عن استخدام العنف والإرهاب ويرون أننا دعونا وما زلنا للحل عبر الحوار لا السلاح.
وفي تصريحات صحفية سابقة وصف رئيس الحكومة عبد الله الثني قوات “فجر ليبيا” بأنها تمثل “الذراع العسكري لتنظيم الإخوان المسلمين”. معتبرا أنّ الإخوان لم يقبلوا بنتائج الانتخابات التشريعية التي نظمت في يونيو الماضي، والتي حصل فيها خصوم الإسلاميين على الأغلبية في البرلمان الجديد.
وسبق أن اعتبر مجلس النواب الليبي المنتخب في يونيو الماضي، قوات فجر ليبيا وجماعة أنصار الشريعة “مجموعتين إرهابيتين”.
وأكد “الكبتي” متحدثا عن المتقاعد خليفة حفتر بأنه أصبح مسيطرا ليس فقط على مجموعات عسكرية تخضع لإمرته وإنما أيضا -وهو الأهم- على المسار السياسي بالبلاد عبر فرضه ما يراه من شروط وإملاءات على مجلس النواب والحكومة الليبية الراهنة.
وأضاف: سيطر الفاشل الأول وهو السيد حفتر على المسار السياسي من خلال إملاءات على مجلس النواب وما نتج عنه من حكومة ثبت فشلها أيضا بامتياز في المرحلة الماضية.
ومضى يتحدث عن حفتر في تصريحاته لوكالة “داب”: “حفتر لا يمثل الشرعية ، والحكومة إذا كانت لها شرعية من مجلس النواب، فالأكيد أن حفتر ليس له أي شرعية، وإنما هو من مراكز القوى التي نشأت وفرضت على الحكومة ومجلس النواب أن يكون رئيس غرفة عملياته هو ذاته رئيس أركان الجيش الليبي، وهذه من المسائل التي تدل على التخبط الذي تعانيه الحكومة في هذه المرحلة”.
وكان المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي العقيد أحمد بوزيد المسماري ومباشرة بعد تعيين رئيس الأركان العامة للجيش اللواء عبد الرازق الناظوري من قبل البرلمان الليبي في سبتمبر الماضي، أكد أنّ “عملية الكرامة” التي أعلنها حفتر، “تمثل إحدى عمليات الجيش الليبي”.
وشدد الكبتي على أنّ جماعة الإخوان في ليبيا “لا تنحاز إلا للشرعية ورأي الشارع الليبي”، مؤكدا على أنه ليس لدينهم مشكلة مع خيارات الشعب الليبي على الإطلاق، بل نحن دائما نتحرك وفق الشرعية ولا نخرج عنها، وعملنا في ليبيا تم بترخيص من الدولة.
وبخصوص الاعتراف بحكومة في ليبيا حيث توجد حكومتان، واحدة برئاسة عبد الله الثني في طبرق ومدعومة من مجلس النواب الذي انتخاب في يونيو الماضي والثانية برئاسة عمر الحاسي في طرابلس ومدعومة من المؤتمر الوطني العام ، قال الكبتي: ”نحن مع الشعب، ومن يعترف به الشعب نحن معه”. مضيفا: “لقد دعمنا الانتخابات وقبلنا بنتائجها ،ولكن كان على مجلس النواب أن يتبع إجراءات التسلم والتسليم طبقا لقرارات المؤتمر السابق لا أن يبدأ مجلس النواب من الصفر” معتبرا أنه “التفاف على التجربة الديمقراطية الناشئة في ليبيا”.
وحول مسار العمليات العسكرية الجارية حاليا قال المراقب العام للإخوان المسلمين بليبيا: ”إذا سمعنا الإعلام المدفوع من الإمارات ومن غيرها ومن قوى الثورة المضادة سنجد أحاديث تتردد عن أن قوات حفتر على مشارف طرابلس وعلى مشارف بنغازي، ولكن الذي يعيش بالواقع يجد أن هذا الكلام لا أساس له من الصحة”.
ولكنه في ذات الوقت أعرب عن قلقه من الوضع الذي تعيشه ليبيا إلى جانب الأدوار الإقليمية المفضوحة: ”لا شك أن هناك دورا لمصر والإمارات والسعودية واضح في ليبيا وليس ظنا، وهو واضح من خلال دعم طيران حفتر و تمويل الصواعق والقعقاع”.
وأضاف الكبتي: “رأينا المدرعات الإماراتية، وهذه أمور لم تعد تحتاج إلى دليل، وكنا نأمل من دول الجوار وخاصة مصر أن يكونوا على الحياد ويسعوا لاستقرار ليبيا بعيدا عن التوجهات الإقصائية”.
وحول نفي المسؤولين المصريين لأي تدخل مصري في الشأن الليبي، قال: ”المسؤولون ينفون من جهة والاستخبارات تعمل من جهة أخرى”، مؤكدا: “المصريون موجودون على الساحة”.
وحذّر “الكبتي” من تأثير التدخل المصري في الشأن الليبي على مستقبل العلاقات بين البلدين: ”لقد راهنت مصر على شلة أو مجموعة لها منافع خاصة على حساب الشعب الليبي كله وهو ما سيؤثر سلبا على مستقبل العلاقات المصرية الليبية”.
وأوضح الكبتي عن خوفه مما يروّج من إمكانية أن تكون ليبيا ملاذا للإرهابيين، مؤكدا: ”الإرهاب وداعش والقاعدة أسماء وتنظيمات يراد منها تمرير مشاريع تسعى لتقسيم المنطقة وضربها وإثارة النعرات الطائفية، كما رأينا بالعراق وسورية ونراه اليوم ينبت في اليمن، ولكن ليبيا بإذن الله أبعد ما تكون عن ذلك، ونحن ليس لدينا إرهاب”.
وحول المخرج الذي يراه الكبتي للخروج من الأزمة، تحدث لـ”داب” عن عدة خطوات: “أولها استبعاد القوى الإقليمية من التدخل في الشأن الليبي حتى يحرر القرار الليبي من هذه التوجهات، وأن يجلس الليبيون على طاولة الحوار ويناقشون قضاياهم، وهكذا سيصلون -بإذن الله- إلى حل يرضي الجميع”.