قال السفير الإسرائيلي في عمان دانييل نيفو إنه لن يكون بإمكان “إسرائيل أن تحلم بدولة جارة أفضل من الأردن” مشدداً على أن العلاقات الاستراتيجية بينهما تشهد تطوراً متلاحقاً.
وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي صباح الخميس بمناسبة مرور عقدين على توقيع اتفاقية “وادي عربة” قلل نيفو من دلالة الانتقادات الكلامية الصادرة عن القيادات السياسية في الأردن، وعلى رأسها الملك عبد الله، بسبب السياسات الصهيونية في القدس، مشيراً إلى أن هذه الانتقادات تندرج في إطار محاولة النظام الأردني امتصاص غضب الجمهور الأردني مما يجري في القدس ومما جرى في غزة أثناء العدوان الصهيوني الأخير، ولتجاوز الضغوط التي تمارس على عمان من قبل أطراف عربية.
ونقل الصحافي جاكي حوكي، الذي أجرى مع نيفو المقابلة عنه قوله إن جملة التصريحات الصادرة عن المسؤولين الأردنيين والتي تنتقد السياسات الصهيونية، لم تحل دون مواصلة تطور وتعاظم تبادل المعلومات الاستخبارية والتعاون الأمني وزيادة وتيرة التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي.
ولفت نيفو الأنظار إلى حقيقة أن الأردن توصّل مع “إسرائيل” قبل شهر لاتفاق يقضي بتزويده بالغاز الذي تنتجه حقول الغاز المكتشفة حديثاً أمام السواحل الفلسطينية، علاوة على أن الحكومة الأردنية وافقت على تدشين محطة لتحلية المياه في مدينة العقبة لتزويد ميناء “إيلات” بالمياه الصالحة للشرب.
وامتدح نيفو الأردن بوصفه “جزيرة استقرار في بحر متلاطم”، مشيراً إلى أن إسرائيل معنية تماماً بمواصلة التعاون معها.
وأقر نيفو بأن الشعب الأردني ليس شريكاً في الاحتفاء بمناسبة مرور عقدين على توقيع اتفاقية “وادي عربة”، متسائلاً: “كيف يمكن تصور ذلك، بعدما شاهد الأردنيون ما حدث في غزة خلال الحرب”.
وأكد نيفو بأن الحركات السياسية وتحديداً الإسلامية والتجمعات النقابية في الأردن تلعب دوراً مهماً في التأثير على الرأي العام الأردني المعادي لإسرائيل.
واعترف نيفو أنه بفعل تأثير الرأي العام، فإن الكثير من رجال الأعمال الصهاينة الذين يعملون في الأردن يضطرون لعدم الكشف عن أنفسهم حتى لا تتأثر أعمالهم بشكل سلبي.
وفي ذات السياق، دعا وزير الاقتصاد والأديان الصهيوني نفتالي بنات إلى عدم الالتفات إلى ردود الفعل الأردنية والعربية، وتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، وتفعيل فرض السيادة اليهودية عليه.
وفي مقابلة أجرته معه الإذاعة العبرية صباح الخميس زعم بنات أن القدس “عاصمة إسرائيل الأبدية فقط، والمسجد الأقصى موجود فوق الكيان الأكثر قدسية لليهود، وبالتالي يتوجب أن يتم ترجمة ذلك عبر تغيير الوضع القائم في المكان”.
صالح النعامي