قالت مصادر سياسيّة وأمنيّة إسرائيليّة، وُصفت بأنّها رفيعة المستوى، اليوم الخميس، إنّ التنسيق الأمنيّ بين الجيش الإسرائيليّ وبين الجيش المصريّ وصل إلى أعلى مراحله.
ونقل مراسل الشؤون العسكريّة في القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيليّ، أورهيلر، عن المصادر عينها قولها إنّ التعاون والتنسيق الأمنيّ بين القاهرة وتل أبيب يمُرّ في شهر عسلٍ لم تشهده العلاقات الثنائيّة منذ التوقيع على اتفاق السلام بين الدولتين (اتفاق كامب ديفيد) في العام 1970. وأوضح المُراسل هيلر، نقلاً عن المصادر ذاتها، أنّ مرّد تحسّن العلاقات المصريّة الإسرائيليّة في المجال الأمنيّ، يعود إلى الأوامر الذي يُصدرها شخصيًا الرئيس المصريّ المُشير عبد الفتاح السيسي، الذي كان يشغل في السابق وزير الدفاع في مصر، لافتًا إلى أنّه منذ ذلك الحين، والتنسيق الأمنيّ بين الطرفين يتوثق بشكلٍ كبيرٍ، خصوصًا في محاربة الجماعات الإرهابيّة، التي تتخذ من شبه جزيرة سيناء مقرًا لها.
وجاءت هذه الأقوال بعد إصابة جنديين ومجندة من الجيش الإسرائيلي بجروح، بعد أن تعرضت دوريتهم لإطلاق صاروخ مضاد للدبابات والنار من الأسلحة الخفيفة في منطقة جبل خريف على الحدود الإسرائيلية المصرية، بعد ظهر أمس الأربعاء. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن 4 مخربين لقوا مصرعهم بنيران الجيش الإسرائيلي، لافتةً إلى أنّ مروحية وسيارات إسعاف إسرائيلية قامت بنقل المصابين إلى المستشفيات. وتعرضّت قوة تابعة للجيش الإسرائيليّ لإطلاق نار من جانب الحدود المصرية، بحسب تقارير نُشرت في وسائل الإعلام الإسرائيليّة.
في السياق ذاته، ذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيليّة أنّ الجيش الإسرائيليّ استدعى قوات عسكرية كبيرة إلى موقع إطلاق النار عند قطاع (شافتا وعازوز) على الجانب الإسرائيليّ. وأضافت أنّه تمّ وقف حركة حافلات نقل التلاميذ الإسرائيليين على الطريق المجاور للحدود المصرية الإسرائيلية، المؤدي إلى مستوطنة عازوز التابعة لمجلس رامات نيجف الإقليمي.
ولفتت الصحيفة إلى وجود الجدار العازل المزود بمنظومات متطورة للمراقبة والاستطلاع على الحدود المصرية الإسرائيلية، التي تعد كلها منطقة جبلية تقبع بها نقاط حرس حدود إسرائيلي. وأشارت الصحيفة إلى أن حادث إطلاق النار على قوة الجيش الإسرائيلي من جانب الحدود المصرية وقع، الأربعاء، بالقرب من نفس المكان الذي لقي فيه مصرعه الجندي الإسرائيلي ناتنال يهلومي، 20 عامًا، من مستوطنة مانوف إيالون، منذ عامين، في أيلول (سبتمبر) من العام 2012، وأصيب فيه جندي إسرائيلي آخر بجراح متوسطة، حين فتح 3 إرهابيين النار على دورية إسرائيلية في منطقة (هار ساجي) على الحدود المصرية، وتمكّن الجيش الإسرائيلي من تصفية منفذي العملية.
وقالت صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة الخميس، إنّ التقديرات العسكرية الإسرائيلية الأولية تشير إلى أنّ إطلاق النار يأتي نتاج ضغط الجيش المصري على الجماعات الإرهابية المتواجدة في سيناء، وعلى رأسها (أنصار بيت المقدس)، التابعة لتنظيم القاعدة، والذين يدعمون عمليات تنظيم “الدولة الإسلاميّة الإرهابيّ.
في السياق ذاته، ذكر موقع (WALLA) الإخباري الإسرائيلي أنّ جنود دورية إسرائيلية تفاجئوا بإطلاق صواريخ مضادة للدبابات باتجاههم من الجانب المصري، فيما شكلّ الجيش الإسرائيلي غرفة عمليات في المجلس الإقليمي لمستوطنة (رامات نيجف). وبعد الفحص والتدقيق تبينّ أنّ الحديث يدور عن خلية مكونّة من تسعة أشخاص من البدو، كانوا في مهمة تهريب مخدرات من شبه جزيرة سيناء إلى إسرائيل، وعندما مرّت الدوريّة الإسرائيليّة، قاموا بإطلاق النار الكثيف باتجاهها، على حدّ قول المصادر في تل أبيب. وكانت صحيفة “جلوبس″ الإسرائيلية قد قالت إنّ إن الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي يرى في إسرائيل دولة شقيقة. ورأت الصحيفة أنّ إسرائيل حظيت باحترام الرئيس السيسي، ومن بين كل جيرانها، كانت هي الوحيدة التي منحت مصر دعمًا طوال ثلاث سنوات ونصف السنة من الصدمة القومية، كما ساهمت إسرائيل في الحرب ضدّ الإرهاب في سيناء، في تنسيق تام بين مصر وإسرائيل لم يكن له مثيل من قبل، على حدّ تعبيرها.
أمّا مُحلل الشؤون العسكريّة في موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت) الالكتروني، رون بن يشاي، فقال: ينبغي أنْ نذكر أيضًا أنّ في هذا العالم صديق عدونا هو عدونا اللدود، لهذا يحظر المس في مصداقية القادة الجدد بمصر، عن طريق إقامة علاقات وثيقة وظاهرة أكثر مما ينبغي مع الحكم الذي يقف السيسي على رأسه. ومضى قائلاً يجب أن نتذّكر أنّ حكام القاهرة الجدد ينبغي أنْ يحتفظوا بمكانتهم كوسطاء نزيهين في مسألة غزة وكمحاربين للجهاديين في سيناء في إطار التفاهمات السرية بينهم وبين تل أبيب، على حدّ قوله.
زهير أندراوس