توعد الأمير السعودي «خالد بن طلال» – حفيد الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة السعودية, والابن الثالث للأمير طلال بن عبد العزيز آل سعود، وشقيق الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود- أنه بحلول العام الهجري الجديد سيتم الرد على اللعب السياسي في المملكة “على المكشوف”، مرجعا ذلك إلى «درء المفسدة وسد الذَّرِيعَة»، على حد قوله.
وقام الأمير السعودي «خالد بن طلال» بتعديل التعريف الخاص به على حسابه الرسمي بموقع «تويتر»، ليضيف جملة «لقد أصبح اللعب السياسي على المكشوف» مضيفًا أنه وبناءً على ذلك سيكون «الرد كذلك على المكشوف درءًا للمفسدة وسَدًّا لِلذَّرِيعَة والوعد في بداية 1436 بإذن الله تعالى».
وتحدث طلال في آخر تغريدات له على حسابه الشخصي على “تويتر” عن صعوبة الحكم والولاية ومعاملة الرعية بالإحسان، ناقلا عن خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز أنه كان يعلم أن من أصعب الأحمال على من ولي الحكم “الوفاء” فنقش على خاتمه “الوفاء عزيز”.
كما نقل “طلال” أن “أرسطاطاليس كتب إلى الإسكندر قائلا: “”املك الرعية بالإحسان إليها تظفر بالمحبة منها، وهو أدوم بقاء منه باعتسافك, واعلم أن الرعية إذا قدرت أن تقول, قدرت أن تفعل, فاجتهد ألا تقول تسلم من أن تفعل”.
واعتبر المغرد السعودي الشهير «مجتهد» العبارات التي جاءت بحساب الأمير بأنها ستكون «بداية تمرد داخل العائلة»، وذلك بحلول العام الهجري الجديد بعد يومين من الآن.
وعُرف الأمير السعودي «خالد بن طلال» بانتقاداته اللاذعة لعدد من الأمور الجدلية في المملكة, حيث سبق أن وجّه انتقادات حادة إلى «أصحاب المناصب والنفوذ والسلطة» الذين دعموا الانقلاب على سلطة الرئيس «محمد مرسي»، قائلا: إن إجازة «الخروج على ولي الأمر في مصر، حتى في حال الاختلاف معه، يجيز لمن يرغب بفعل ذلك في السعودية».
كما انتقد سياسة السعودية ودعمها للانقلاب على الرئيس «محمد مرسي»، في سلسلة تغريدات سابقة له عبر حسابه بموقع «تويتر» قائلا: «هذا تصرف خطير وفتنة عظيمة، وتقيدا بشرع الله عز وجل وسنة رسوله واتباعا لمنهج السلف الصالح بألا خروج على البيعة والسمع والطاعة لولي الأمر، فكما نتقيد بذلك نحو ولي أمرنا في بلاد الحرمين الشريفين فعلينا التقيد بذلك نحو ولي أمرهم في مصر».
ومؤخرا، هاجم الأمير «خالد بن طلال»، الشيخ «عبداللطيف آل الشيخ» رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة، واصفا إياه بأنه «مدمر الهيئة ومحارب الحسبة»، لافتا إلى أن من أشار على ولي الأمر بتعيينه وإعطائه صلاحيات خان الأمانة، وتوقع أنه «كما تم طرده من الإمارة سابقا فسيتم طرده من الهيئة قريبا».
من ناحية أخري، سبق للأمير وأن انتقد طريقة تطبيق حكومة بلاده للشريعة الإسلامية، حيث قال في تغريدات سابقة له إن «مفتي المملكة عبدالعزيز آل الشيخ، لا يُسمع له صوت في النوازل»، وأن «وزير الشؤون الإسلامية يقوم بفصل الخطباء»، كما أوضح أن «وزير العدل يراقب تغريدات القضاة والمحامين، فيما تقوم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بمحاربة الاحتساب، بعكس الدور المناط لها بالأساس وهو تطبيق الاحتساب»، وفقا لتعبيره.
تلك المواقف التي توصف بالجريئة في ظل تضييق واسع على سياسة الانتقاد إجمالا في المملكة العربية السعودية، تنذر بأنه وبعد التحديث الأخير الذي أرفقه الأمير في تعريفه الشخصي لحسابه على «تويتر»، فإنه يحمل المزيد في جعبته للنظام الحاكم.