قبل ثلاث سنوات، في يوم 20 أكتوبر 2011، قتل معمر القذافي، ولكن كيف قتل بالضبط؟ لا يزال الأمر غامضا حتى اليوم، ففي حين قالت الحكومة الليبية المؤقتة في البداية إنه قتل في تبادل لإطلاق النار، تظهر للضوء روايات أخرى تقول إن الأمر قد لا يكون كذلك – بحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
يضيف التقرير أنه لاشك أن نهايته كانت حزينة ومروعة، رغم أن عديدين قالوا إنها النهاية التي كان يستحقها شخص مثل القذافي، حيث كان القذافي حاكما مستبدا، سيطر على ليبيا مدة 42 عاما، وسحق بوحشية مطلقة أي معارضة له في البلاد، وساهم في تمويل الإرهاب الدولي، ومع بداية الثورة الليبية ودخول ليبيا لعهد الربيع العربي، خرج القذافي للعالم واصفا أعدائه بالجرذان وساهم في قتل واصابة الآلاف من شعبه.
وتؤكد واشنطن بوست أن موت القذافي كان حدثا جللا، ولكن بعد مرور 3 سنوات على مقتله لا نستطيع القول بأن هذا كان أمرا إيجابيا.
ليبيا الآن في أواخر عام 2014 تشهد فوضى شديدة لم تمر بها من قبل، وتشهد شوارعها قتالًا مستمرًا بين القوميين العرب والإسلاميين والميليشيات الإقليمية وفي الآونة الأخيرة تدخلت بعض الدول العربية عسكريا فيها.
وبالطبع تدفعنا مثل هذه الحالة التي تشهدها ليبيا إلى التساؤل “ماذا كان سيحدث إذا لم يقتل القذافي؟”، حيث يقول كثير من الليبيين إنهم كانوا يفضلون أن يروه في قاعة المحكمة يواجه مصيره أمام العدالة.
أهمية هذا السؤال لا تقتصر على ليبيا فقط لكن على المنطقة كلها، والتي تتأثر بشدة بحالة الفوضى وعدم الاستقرار في ليبيا.
ومن جهته يقول عالم السياسة البارز كريستوفر شيفيز إنه لم تكن نية الناتو عندما تدخل في ليبيا أن يقتل القذافي، وكانت هناك خططًا أخرى لنفيه من البلاد.
وترى الصحيفة الأمريكية أنه بالتأكيد لو أن القذافي واجه المحاكمة، سواء كان ذلك في المحكمة الجنائية الدولية أو أي مكان آخر، فإن ليبيا كانت ستملك فرصة أفضل بكثير في تحقيق السلام والمصالحة بعد نهاية نظام حكمه الدموي.