أكدت مصادر يمنية مطلعة أن الحوثيين بسطوا سيطرتهم الكاملة على محافظة حجة الحدودية مع السعودية، وأكدت المصادر لصحيفة “الشرق الأوسط” أن الحوثيين تسلموا المحافظة من دون مقاومة، بعد أن سيطروا على معظم المديريات هناك خلال الأشهر القليلة الماضية.
وكان مراسل “العربية” في اليمن قد أفاد بأن مسلحين من أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة هاجموا نقطة أمنية تابعة لجماعة الحوثي غرب مدينة إب، وسيطروا عليها، واندلعت عقب ذلك اشتباكات عنيفة وواسعة بمختلف الأسلحة بين أنصار الشريعة ومسلحي الحوثي في أنحاء مختلفة من منطقة مشورة الضاحية الغربية لمدينة إب، التي فشلت السلطات المحلية في التوصل مع الأطراف السياسية وممثلي الحوثيين.
وأفاد المراسل بأن ضحايا المواجهات المسلحة بين الحوثيين وأنصار الشريعة في منطقة رداع وبعض مناطق محافظة ذمار الحدودية وسط اليمن، والتي تجددت مساء أمس الاثنين، ارتفعت إلى 60 قتيلاً تقريباً معظمهم من الحوثيين.
وبحسب مصادر محلية وشهود عيان، فقد أدى هجوم انتحاري بسيارة مفخخة نفذه انتحاري من أنصار الشريعة إلى مقتل 15 شخصاً معظمهم من مسلحي الحوثي، وجرح 12 آخرين، إصابات خمسة منهم خطيرة.
وأوضحت المصادر أن الهجوم استهدف اجتماعاً ضم مسلحين حوثيين ووسطاء قبليين في منزل عبدالله إدريس، رئيس فرع حزب المؤتمر الشعبي العام في رداع، كرس لبحث خروج مسلحي الحوثي من رداع، لكن المفاوضات مع أنصار الشريعة فشلت في التوصل إلى اتفاق، وذلك نتيجة رفض أنصار الشريعة مطالب حوثية بتسليم مطلوبين أمنيا قيل إنهم متواجدون في منطقة رداع.
تسلل الحوثيين إلى حجة بدأ عام 2007
وعملياً، بدأ تسلل الحوثيين إلى بعض مديريات محافظة حجة منذ عام 2007 انطلاقاً من صعدة.
وفي عامي 2009 و2010 خاض الحوثيون حروباً صغيرة في مديرية وشحة، ومنطقة الشاهل ومنطقة كحلان، وبعض مناطق المحابشة والشرفين.
وبعد ذلك ركز الحوثيون على شراء أراضٍ بمساحات شاسعة على المنطقة الساحلية الممتدة من منفذ حرض على الحدود السعودية اليمنية وصولاً إلى منطقة عبس الواقعة وسط الساحل التهامي.
ومكن هذا التمدد الحوثيين من وضع اليد على منطقة ميدي كمنفذ بحري لهم.
والأسبوع الماضي عقد لقاء بين مسؤولين حوثيين ومسؤولين في المحافظة تم خلاله تسليم المحافظة بالكامل لما يسمى باللجان الشعبية التابعة للحوثيين.
وبعد هذا الاتفاق شرع الحوثيون بسيطرتهم على منفذ الطوال البري في منطقة حرب وهذا المعبر يربط اليمن بالسعودية.
وتـأتي سيطرة الحوثيين على الحديدة المحافظة المجاورة لحجة من جهة الجنوب لتأمين سيطرتهم على كافة موانئ الشريط الساحلي.
وهذه الموانئ هي ميدي والصَليف رأس عيسى الذي يتم من خلاله تصدير النفط اليمني وميناء الحديدة الرئيسي. وقد باتوا يسعون للسيطرة على ميناء المَخا ومضيق باب المندب في أقسى الجنوب.
12 شخصاً من الحوثيين وقعوا في الأسر
وذكرت مصادر لوكالة فرانس برس أن مسلحي القاعدة أسروا خلال الاشتباكات، التي وقعت ليل الأحد الاثنين، 12 شخصاً من الحوثيين الذين عززوا، خلال الأيام الأخيرة، انتشارهم في منطقة رداع التي تعد من معاقل القاعدة في اليمن.
وأوضح شهود عيان أن عناصر أنصار الشريعة هاجموا مسلحين حوثيين كانوا متمركزين في الجهة الشمالية الشرقية للمدينة وعند أطراف محافظة ذمار على الطريق الرابط بين مدينة رداع ومنطقة عنس وجبل أسبيل عند الطرف الجنوبي الشرقي لمحافظة ذمار المجاورة.
وأكدت مصادر أمنية محلية وأخرى قبلية أن الاشتباكات استمرت لعدة ساعات واستخدم فيها الطرفان مختلف الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة.
وفي غضون ذلك، أفادت مصادر قبيلة بأن عدداً من قبائل محافظة إب جنوب غرب صنعاء، على رأسها قبائل منطقة “بعدان” المطلة على عاصمة المحافظة، دعت إلى عقد اجتماع قبلي موسع اليوم الاثنين لتحديد موقف واضح من ميليشيات الحوثي في المحافظة.
وذكرت المصادر أن مسلحي القبائل احتجزوا العشرات من الحوثيين أثناء محاولتهم الدخول إلى مدينة إب.
اقتحام مدينة رداع
وكان المتمردون الحوثيون قد اقتحموا مدينة “رداع” يوم الجمعة الماضي.. وأتى اقتحام المدينة مع تواصل المعارك في إب جنوب غرب اليمن بين المتمردين الحوثيين ومسلحي القبائل، والتي أفضت إلى مقتل 20 شخصاً. وقبل ذلك، سمع دوي انفجارات ووقوع اشتباكات عنيفة بين الحوثيين ومسلحي القبائل في محافظة إب اليمنية، وقاموا بقصف منزل مدير أمن المحافظة.
يذكر أن تطورات متسارعة حصلت في اليمن، وأدت إلى تأزم الوضع الأمني، منها تمدد المتمردين الحوثيين في المحافظات، واعتصام حراكي في عدن للمطالبة بفك الارتباط، وغياب مريب لمؤسسات الدولة في بعض المدن والمحافظات.
هكذا يبدو المشهد اليمني منذ سيطرة المتمردين الحوثيين على العاصمة صنعاء، حيث أخذوا يتمددون في مدن ومحافظات البلاد تباعاً، وسط ذهول شعبي لصمت الدولة وحياد مؤسستها العسكرية والأمنية حيال ما يجري.