ربما يكون اعتقال السلطات السعودية الشيخ «محمد العريفي» الداعية السعودي الأشهر وعدد آخر من الدعاة المشهورين، إضافة لصدور حكم بإعدام الشيخ الشيعي البارز «النمر»، مؤشرا قويا على أن المملكة قد اختارت سياسة «اضرب المربوط يخاف السائب»، وأنها في تعاملها مع المعارضين قد تكون أقرب الى سياسة العصا منها الى سياسة الجزرة .
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستجدي سياسة الاعتقالات نفعا في الفترة الحرجة التي تعيشها المملكة وسط عالم يموج بالفتن والقلاقل؟ وما السرّ في صمت النخبة الثقافية والدينية على موجة الاعتقالات التي تشهدها المملكة وسط تعتيم إعلامي مريب؟
د.«حسن نافعة» أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة يرى أن السعودية مقبلة على الدخول في مرحلة من القلاقل مع اتساع الفجوة بين الأسرة الحاكمة وبين تيار الاسلام السياسي بصفة عامة، وتيار الإخوان المسلمين بصفة خاصة.
وبرأي «نافعة» فإن الصدام سيكون على أشده بين السعودية وبين التيارات الراديكالية في المملكة،مشيرا إلى أن السعودية وباقي دول الخليج مرشحة بقوة للدخول في ثورات الربيع العربي ما لم تقدم على إصلاحات سياسية جذرية تنقلها الى الدول الحديثة.
واختتم «نافعة» مؤكدا أن «المملكة لن تكون بمنأى عن القلاقل والفتن التي يشهدها العالم بأسره».
أما د.«وحيد عبدالمجيد» رئيس تحرير مجلة «السياسة الدولية» فيرى أن هذه المرحلة تحتاج إلى حوار مجتمعي، وليس إلى مزيد من حملات الاعتقال التي لا تزيد الأمور إلا تعقيدا واحتقانا، مضيفا أن «الأمور في المملكة تحتاج إلى الحكمة، منتقدا اللجوء إلى الاعتقالات وإلى القمع الذي لن يزيد الأمور إلا تعقيدا».
سرّ سكوت النخبة الثقافية والدينية؟
لدى محاولة التعرف على ردود أفعال النخبة السعودية سواء على المستوى الثقافي والديني، من خلال تصفح ما كتبته هذه النخبة على مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيسبوك» حيث الحرية متاحة للتعبير عن آرائهم ومواقفهم، لكن لا تجد أحدا يتعرض لما يحدث من حملات اعتقال، وكان التجاهل هو سيد الموقف.
كان من أبرز من حاولنا معرفة ردود أفعالهم على حملات الاعتقال: الشيخ «سلمان العودة»، و«عائض القرني»، والمفكر السعودي الأشهر «د.عبدالله الغذامي»، ولكنهم لم يتعرضوا لحملات الاعتقال التي تشهدها المملكة، وسط تعتيم إعلامي مريب، وربما يكون مرد ذلك الخوف من الاعتقال بسبب وجود قوانين تجرم من يروج لاخبار ومعلومات ضد الدولة السعودية بالسجن لعدة سنوات.
رأي اليوم