نظم حقوقيون وناشطون بريطانيون وقفة احتجاجية أمام السفارة الإماراتية في لندن، ضد ما يصفونه بالتعذيب والاختفاء القسري الذي تمارسه السلطات الإماراتية.
وردد المتظاهرون شعارات منددة بتصرفات السلطات الإماراتية التي يقولون إنها تتضمن قمعَ الحريات العامة وحرية التعبير، وفرضَ قيود على وسائل التواصل الاجتماعي وسحبَ الجنسيات والاعتقالات والترحيل.
ويتهم هؤلاء الأجهزة الأمنية في الإمارات بارتكاب جرائم على رأسها الإخفاء القسري والتعذيب ضد إماراتيين ومواطني دول عربية منها قطر ومصر وليبيا.
وفي وقت سابق، قالت حملة «متحدون من أجل العدالة» إن الوقفة الاحتجاجية ترمي لأن تكون «صوتا للضحايا وإسنادا لأسرهم».
وكانت منظمة «هيومن رايتس» ووتش لحقوق الإنسان قد دعت الإمارات في وقت سابق هذا الشهر بالكشف فورا عن مكان نحو عشرة ليبيين محتجزين لديها، مرجحة أن تكون السلطات قد أخفت اثنين منهم على الأقل قسرا بالإضافة إلى ستة إماراتيين.
وقالت المنظمة إن عمليات الاحتجاز تتشابه مع حالات سابقة قامت خلالها السلطات باحتجاز مواطنين إماراتيين من المرتبطين بمجموعة إسلامية محلية تعسفا، فضلا عن احتجاز أشخاص من غير المواطنين لهم علاقة مزعومة بالإخوان المسلمين.
كما كشف النقاب مؤخرا عن اختفاء مواطن تركي من أصل فلسطيني لدى وصوله إلى مطار دبي أوائل هذا الشهر الجاري، لتعترف السلطات في نهاية المطاف بأنه لديها، وذلك بعد أن تدخلت السفارة التركية، رغم نفيها قبل ذلك مرارا عندما سألت عنه عائلته.
وكانت منظمة «حقوق للجميع» السويسرية كشفت عن أن السلطات الإماراتية احتجزت بصورة تعسفية الأكاديمي ورجل الأعمال التركي من أصول فلسطينية الدكتور «عامر الشوا» بداية الشهر الحالي فتعمدت إنكار الاعتقال أول الأمر، ثم اعترفت بذلك لكن دون أن تذكر شيئا عن مكان اعتقاله «وهو ما يمثل جريمة إخفاء قسري».
وفي الخامس من الشهر الجاري طالبت «المنظمة العربية لحقوق الإنسان» السلطات الإماراتية بالكشف عن مصير المواطنين القطريين «يوسف عبدالصمد الملا» و«علي محمد علي الحمادي»، ودعت لجنتي مناهضة التعذيب والاختفاء القسري في «الأمم المتحدة» للمساعدة في الكشف عن مصيرهما.
وقالت المنظمة – التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها- في بيان تلقت «الجزيرة نت» نسخة منه إن السلطات الإماراتية في سبيل محاربتها لما يسمى بـ«الربيع العربي» شنت في وقت مبكر حربا شرسة على مواطنين نشطاء في الدولة فاعتقلتهم وأخفتهم قسريا وقدمتهم لمحاكمات غير عادلة بتهم مفبركة، كما شملت الحملة زائرين للدولة أو مقيمين فيها أو عابرين، فاعتقلت مصريين وقطريين وفلسطينيين وليبيين، كما تمتلك السلطات الأمنية قائمة طويلة من المطلوبين من دول «مجلس التعاون الخليجي» ودول أخرى.
وأضاف البيان أن السلطات الإماراتية أخفت قسريا «الملا» و«الحمادي» منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وعبرت المنظمة عن قلقها على مصير المعتقليْن وسلامتهما الجسدية والنفسية.
المصدر | الجزيرة نت