انخراطُ فرنسَا بقوَّة في التحالف الدولي ضدَّ ما يسمى بتنظيم “الدولة الإسلاميَّة” المعروف بـ”داعش”، جعلَ التهديدات تجاه مواطنيها، في الخارج تتناسلُ أكثر فأكثر، بيدَ أنهَا لمْ تعدْ تنحصر في الخارج، وصارتْ تستهدفُ الفرنسيِّين حتَّى في عُقر دارهم.
مقطعُ فيديُو، انتشرَ بصورةٍ واسعة، في الأيَّام الأخيرة، بفرنسا، وجه فيه أحد “الدَّواعش” دعوةً إلى المهاجرِين المُسلمِين بفرنسا إلى قتل الفرنسيين الذِين وصفهم بالـ”كفار”، انتقامًا من فرنسَا عقب شنِّها هجماتٍ جويَّة على معاقل تنظِيم الدَّولة الإسلاميَّة. وهي تهديداتٌ قدر خبراء فرنسيُّون أنها تنطوِي على غير قليل من الخطُورة.
الداعشيُّ المتحدث بلغة فرنسيَّة في الفيديُو، من داخل سيارته، وبيده سلاح، قالَ إنَّ المسمَّى “أبا محمدٍ العدناني” سبقَ لهُ أنْ حذر الغرب من الهجُوم على المسلمِين، لكن فرنسا دخلتْ في حربٍ ضدَّ “دولة الإسلام”، “ونحنٌ قومٌ منصُورون بإذن الله، وما دمتمُ تقصفوننَا في العراق والشام فسوف يقتل ويغتَال منكم الكثير”.
المتحدث خاطب الفرنسين بدعوتهم إلى تأمل ما يتعرضُ لهُ المسلمُون، بحسب قوله في العالم، وكيف أنَّ لا أحد انبرى إلى الدفاع عن الشعب السوري أيَّام كان يتعرضُ للتقتيل على أيدِي نظام الأسد، لكن ما إنْ ذادَت “دولة الإسلام”، حتى “اتحدُوا ضدَّنَا”.
وذكر “الداعشي” بنبرة تهديد بما قام به محمد مرَّاح في فرنسا، الذِي كان قدْ قتل ثلاثة جنود فرنسيين، وأربعة أشخاص في مدرسة يهوديَّة بمدينة تولُوز الفرنسيَّة.
في المنحَى ذاته، قال داعشيٌّ يسمَّى “أبا بلال المغربي”، من موقع تعرض لهجمات التحالف الدولي، إنَّ الغرب لنْ يرى من الدواعش، سوى “شرب الدماء وشي اللحوم”، بتهديد موغل في العنف.
أمَّا أسامة المغربي، بلحيته الكثيفة، فدعا في المقطع نفسه إلى مواصلة ما أسماه “النفير للجهاد”، محرضًا على قتل المواطنين الأمريكيين في المغرب، بلغةٍ عربيَّة فصِيحة.
في غضون ذلك، كانت فرنسا قدْ حذَّرت مواطنيها، بالخارج، في وقتٍ سابق، من مغبة التعرض لاعتداءات إرهابيَّة، قدْ تنتقم منهم بالرغم من كونهم مدنيِّين، على إثر مشاركتها بقوَّة في التحالف الدولِي ضدَّ داعش، بعدمَا تقدمتْ بصورة واسعة في العراق وسوريَا، واضطرتْ أعدادًا هائلة من الأقليَّات إلى النزوج، تفاديًا للموت والسبي.
هسبريس – هشام تسمارت