في خطوة تؤكد على التقارب الإماراتي- الإيراني، أقدم موقع إماراتي مقرب من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد على إفراد مواد صحفية تروج لوجهة نظر طهران إزاء القيادي الشيعي المحكوم عليه بالإعدام في الرياض نمر النمر.
وكان موقع إرم الممول من بن زايد قد نقل دعوة لأحد رجال الدين الإيرانيين وعضو مجلس خبراء قيادة الثورة، ماموستا عبد الرحمن خدائي، طالب فيها السلطات السعودية الإفراج عن رجل الدين الشيعي المعارض.
ووفق الموقع الإماراتي، حذر خدائي في تصريح نقلته وسائل إعلام حكومية إيرانية الحكام العرب في المنطقة من الوقوع فيما سماه ب”مؤامرات الأعداء المثيرة للتفرقة”، داعياً إياهم لليقظة والتحلي بالوعي.
وبحسب الموقع، رأى خدائي أن “الحفاظ على وحدة وانسجام الأمة الإسلامية لها الأولوية وينبغي على جميع المسلمين الشعور بالمسؤولية تجاه هذا الأمر”.
ونقل الموقع عن خدائي قوله إن “علماء الدين هم القادة الفكريون والعقائديون في المجتمع ويجعلون حياتهم وقفا لإحياء القيم الإسلامية ولا يجدر أن نشهد هكذا إساءات لعلماء الدين في بلد يحتضن الأماكن المقدسة للبشرية” وذلك في اشارة ضمنية إلى السلطلت السعودية.
وكان القضاء السعودي قد أصدر مؤخرا حكما بالاعدام بحق النمر الذي أدى اعتقاله قبل عامين إلى احتجاجات دامية.
واحتجز الشيخ النمر في يوليو تموز 2012 عقب احتجاجات حاشدة اندلعت في فبراير شباط 2011 في القطيف بالمنطقة الشرقية التي يقطنها كثيرون من الاقلية الشيعية في السعودية.
وفي العام الماضي اتهم الادعاء الشيخ النمر بمساعدة الإرهابيين.
وتؤكد تقارير اقتصادية غربية أن لإيران استثمارات كبيرة في دولة الإمارات تصل إلى 200 مليار دولار، وأن هذه الاستثمارات تعتبر الرافد الرئيسي للاقتصاد الإيراني المنهك جراء العقوبات الدولية، وأنه لولا الدعم الاقتصادي الإماراتي الخلفي، لانهار اقتصاد طهران التي تهدد دول الخليج يوميا، وتدعم صراحة نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وتؤكد مراكز بحث مستقلة أن هناك روابط عقائدية وآيدولوجية بين إيران الشيعية وحكام أبوظبي، ربما تفسر تلك العلاقات الخفيّة، لاسيما أن أبو ظبي تدعم الحركات الصوفية بشدة وتظهر نفورها التام تجاه الحركات السلفية التي تدعم السعودية بعضها.
ويقول خبراء استراتيجيون إن اتفاق إيران مع الغرب بشأن برنامجها النووي، يعتبر أكبر انتكاسة لدول الخليج خاصة السعودية، التي تخشى أن يؤدى الاتفاق إلى تحول إيران لقوة إقليمية كبرى صديقة للولايات المتحدة والغرب، وأن تصبح هذه الأخيرة بمثابة الشرطي على دول الخليج.
ويضيف هؤلاء أن الإمارات التي دعمت الانقلاب العسكري على أول رئيس منتخب في مصر ودفعت السعودية إلى تنبني ذات الموقف الداعم، تقوم اليوم بأكبر عملية انتهازية في السياسة الدولية، حيث أنها باعت الخليج والسعودية ولجأت إلى غريمتها إيران، بعد أن بدا أنها الأقوى مستقبلا.