توجهت روث فيسرمان ليندا، الدبلوماسية الإسرائيلية التي سبق لها العمل في مصر، ومستشارة الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز بـ “خطاب مفتوح” إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي عبرت فيه عن تأييدها له.
وجاء في الخطاب الذي نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية: “سيدي الرئيس عبدالفتاح السيسي، باعتبارك الرجل الذي يقود الأمة المصرية ويتخذ خطوات قيادية فعلية رغم كل الصعوبات، فإنني أدعم شجاعة قلبك، لقد تلقيت إرثًا غير بسيط، ووضعًا اقتصاديًا من الصعب تحمله، وأكثر من 40% من السكان يعانون الجهل، كما ورثت توترًا حطم الرقم القياسي بين الأقلية القبطية والإسلاميين خاصة في العامين الأخيرين”.
وأضافت “لقد قمت بتحليل أعمالك في الشهور الأخيرة، ولاحظت أنك تقود مصر بحنكة ووعي وذكاء، تديرها بطرق القادة النادرين، القادة الشجعان، لقد أعدت مصر لدورها القيادي الطبيعي للعالم العربي، وطدت علاقاتها مع المملكة السعودية من خلال الحفاظ على الدعم الاقتصادي الذي سيتيحه هذا الأمر للقاهرة، عرفت كيف تدير الأمور أمام حركة حماس في المعركة الأخيرة مع إسرائيل، وفي الوقت ذاته تركت نافذة للقيادة الفلسطينية التي تراها مصر شرعية، وهي قيادة محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية”.
وتابعت: “لقد وضعت هدفًا لنفسك التقريب بين الأقباط والمسلمين، وكان من بين ما فعلت في هذا المسار هو تخصيص ملايين الدولارات لافتتاح الكنيسة المعلقة مجددًا، أهم الكنائس بمصر، لقد رفعت لواء محاربة العنف ضد المرأة، الذي أرعد البلاد في الفترة الأخيرة، وهذا من خلال اهتمامك الشخصي وزيارة السيدات اللاتي تعرضن للتحرش الجنسي، أنت تبني وتخطط وتنفذ خططا ذات رؤى لتحسين الوضع الاقتصادي، وطوال الوقت توضح لشعبك أنك لست ساحرا وأن حكومتك لا تصنع معجزات، وذلك كي تكون الطموحات والآمال متلائمة مع الواقع غير البسيط”.
وقالت “لقد استمعت كثيرًا لخطابك الأخير، سيدي الرئيس، الذي ألقيته في مؤتمر إعادة إعمار غزة، لقد سمعت 3 أمور مركزية في هذا الخطاب؛ أولها أنه لن يكون هناك ترتيب إقليمي بدون أن يكون هناك في المقابل ترتيب ثنائي فلسطيني إسرائيلي، وبهذه الطريقة فقد وضعت نهاية لكل محاولة للالتفاف على عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، وفي نفس الوقت لم تغلق الباب لخلق تعاون إقليمي يشمل إسرائيل”.
الأمر الثاني –تضيف ليندا- “هو أنك تحدثت عن أهمية إنهاء الصراع وحل الدولتين للشعبين، وهذه هي المرة الأولى، بعد أن قام بذلك الرئيس الراحل أنور السادات، والتي يتوجه فيها رئيس الجمهورية المصرية مباشرة للشعب الإسرائيلي”.
وتابعت في مقالها أن “الشعب الإسرائيلي يستمع وينظر بعين الأهمية إلى موقفك، سيدي الرئيس، لقد وقفت إلى جانب إسرائيل عندما كانت تحارب حماس في عملية الجرف الصامد ، حتى لو كان الأمر يتم من خلال رغبة قوية للحفاظ على مصالح مصر الحيوية، لقد حظيت بدعم الشعب الإسرائيلي”.
وأضافت أنه “في وضع مشابه للشعب المصري الذي لم ينس من قتل جنوده بدم بارد وخطط لإسقاط النظام المركزي الحاكم في مصر، على يد خلايا الإرهاب في أعماق سيناء؛ كذلك الشعب الإسرائيلي لا ينسى من وقف بجانبه في الوقت الصعب”.
وأوضحت أن “الأمر الثالث الذي سمعته في خطابك هو الكلمات التي لم تقلها؛ أنت لم تتح مساحة لحركة حماس، أكدت مجددا على أهمية السلطة الفلسطينية ومن يترأسها كقائد أوحد للشعب الفلسطيني، أشرت مرارا وتكرارا للدور الذي على السلطة القيام به في قطاع غزة في اليوم الذي يعقب الحرب الأخيرة، وبهذا نزعت كل درجة من الشرعية عن حماس”.
واختتمت قائلة “في المقابل، سيدي الرئيس، أنت تدعم بشكل مستمر التعاون الاقتصادي مع شركاء كثيرين في الحلبة الدولية، من بينهم إسرائيل، سواء في سياق الغاز الطبيعي أو في سياقات أخرى، هذه الصفقات لا يتم الإبقاء عليها في السر ولا يتم التحدث بشأنها في الغرف المغلقة كما كان يحدث في عهود سابقيك، وإنما يتم كشفها للشعب المصري، ويتم دعمها من قبل وزراء حكومتك”.
وأوضحت “أنني أفهم جيدًا أن ما تفعله من بدايته وحتى نهايته يفعله إنسان يحب وطنه من كل قلبه، وكشخص جاء من صفوف الجيش المصري، تدرك أنت أن الاستقرار الإقليمي هو المسرح الوحيد الذي سيتيح أمن أبنائنا”.
وقالت “لهذا، سيدي الرئيس، كإنسانة عاشت في الماضي عدة سنوات بمصر وعملت في الخارجية الإسرائيلية، وكمواطنة إسرائيلية، فإنني أشد على يديك وأصلي لتعزيز العلاقات بين دولتينا وشعبينا”.