كشفت مصادر خاصة لموقع (شؤون خليجية) أن الداخلية السعودية فرضت علي مجموعة من الكتاب الإسلاميين عدم الكتابة حول سيطرة الحوثيين على مؤسسات الدولة اليمنية منذ احتلالهم صنعاء في 21 سبتمبر الماضي حتى وصولهم أمس إلي منفذ (حرض- الطوال) الذى يقع في منطقة جازان التى يدعى الحوثيون أنها أراض يمنية، في الوقت الذي تتبع فيه بالفعل إداريا المملكة العربية السعودية، وتطل على البحر الأحمر، ويوجد بها ميناء جازان ثالث موانئ المملكة على ساحل البحر الأحمر من حيث السعة.
وهي أحد المنافذ البرية التي تربط السعودية بالجمهورية اليمنية كونها تحدها من الجهة الجنوبية والجنوبية الشرقية، حيث حدثت الحروب السعودية الحوثية الممتدة منذ ثلاثينيات القرن الماضي وكان آخرها في 2009 للسيطرة على تلك المنطقة، فيما يدعى كل طرف انتصاره فيها.
واشتعل موقع تويتر استنكارا للصمت السعودي على سيطرة الحوثيين على مؤسسات الدولة اليمنية التي تقع ضمن النفوذ السعودي من جهة الجنوب، فيما تساءل عدد من المغردين الإسلاميين باندهاش هل هناك تواطؤ سعودى خليجى مع الحوثيين لكسر شوكة التجمع اليمنى للإصلاح؟
فمن جهته أشار المغرد السعودى عمر بن عبد العزيز إلي أن هناك أربعة من كبار الدعاة قد منعوا من الحديث عن الحوثيين كاشفًا ان من تم منعهم من الحديث في ذلك الموضوع قد هددوا من قبل الداخلية ومنهم د. عوض القرنى، فيما يكتشف أي متابع لموقع التواصل الاجتماعي أن شخصيات أخرى توقفت عن الحديث في هذا الشأن من غير بيان لسبب هذا التوقف.
بل كشفت المتابعة لموقع التواصل الاجتماعي أن القرني اكتفى بإعادة التغريد لبعض الاخبار التى تحمل نفس التوجه دون كتابة جديد أو إضافة أحداث لها فمن ذلك إعادته لتغريدة تقول: …بعد سيطرة الحوثيين على منفذ حرض الحدودي، ومحمد بن نايف: لكل حدث حديث!
فيا أعاد تغريد تقرير بعنوان ” لما لا يصف إعلامنا الحوثيين بالتكفيرين ؟! “، كما أعاد تغريد تقرير آخر بعنوان ” كاتب خليجي يتهم صالح بصناعة الحوثيين وتجنيدهم لتهديد السعودية ” كما أعاد تغريدة أخرى – من شاهد عيان من أهل اليمن – يؤكد فيها أن ” محافظة حجة عقدت اجتماعًا مع الحوثيين وسلمتهم المحافظة سلماً، فانتشر مسلحوهم وسيطروا على منفذ حرض الحدودي مع السعودية “
وغيرها العديد من الأخبار والتقارير التى تؤكد تواطؤ الجيش اليمنى مع الحوثيين للسماح لهم بالانتشار والسيطرة علي مواقع عدة حتى أصبحوا علي مشارف السعودية والصمت يخيم علي المملكة !
إلا ان القرنى غرد بنفسه في 15 من أكتوبر قائلا : ” وسائل إعلام حوثية وإيرانية تشن ضدي حملة قذرة بالتزامن مع ما أتعرض له من تضييق وافتراء وتشويه محلي ليبرو جامي فاشي حمدا لله”- وهو ما يؤكد صدق المعلومات التى تفيد تضييقا وتحذيرا له من قبل السلطات.
الجدير بالذكر أن الداخلية السعودية قد نقلت هذا التحذير للمغردين من خلال (جنود تويتر) المجهولين التابعين للأمن السعودي الذين يتصدون بلهجة متقاربة لأى نقد يوجه للسياسة السعودية تجاه الحوثيين، فيما يسوغون لما يعتبره كثير من المراقبين إخفاقا سعوديا في الشأن اليمنى ونجاحا آخر إيرانيا.
ومن ضمن المبررات التى يصيغها جنود تويتر أن التراخى في الشأن الحوثي وحليفهم علي عبد الله صالح ومن ورائهم ايران وفق سياسة سعودية حكيمة تستهدف إغراق إيران في المستنقع اليمنى، فيما خلت إجاباتهم عن انحسار النفوذ السعودى في اليمن وتوسع النفوذ الإيرانى من خلال الحوثيين الذين توجهوا الي الحديدة ورداع وتمددوا حتى الحدود السعودية في منفذا لطوال وحصلوا علي منفذ بحرى في كل من (سيدى) و(الحديدة) وصولا لـ(حجة) التى تقع بعض مناطقها علي الحدود السعودية.
وهو ما يكشف عن توسع النفوذ الحوثي – الإيرانى من ساحل البحر الأحمر حتى صعدة الواقعة بالقرب من نجران.
يأتي هذا فيما نشرت اليوم السبت مصادر محلية يمنية “سيطرة الحوثيين على منفذ “حرض” البري الواقع ضمن حدود محافظة حجة اليمنية، والقريب من الحدود السعودية، بعد أن سبق وسيطرت علي الحديدة.
وكان مدير عام حرس الحدود السعودي اللواء عواد البلوي، شدد في وقت سابق، على التصدي لكل من يفكر في العبث بأمن الوطن، مؤكدا أن “حدودنا الجنوبية سواء البرية أو البحرية آمنة”!
إلى ذلك تشارك المملكة وبكل قوة في التحالف الدولى لضرب “الدولة الاسلامية” (داعش) شمالا ولم تتخذ موقفا عسكريا واحدا ضد الحوثيون الشيعة المسلحة الذين يهددوا حدودها بالفعل من جهة الجنوب.