تواصلت الجمعة الاحتجاجات الحاشدة في منطقة القطيف، شرق السعودية، لليوم الثاني على التوالي تنديدا بحكم الإعدام الصادر بحق رجل الدين الشيعي المعروف نمر النمر.
وتداول مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي تويتر، خبر خروج مؤيدي النمر في احتجاجات رافضة للحكم في شوارع العوامية التي تعد واحدة من معاقل الشيعة الرئيسية في المنطقة الشرقية للمملكة، والتي شهدت مظاهرات مناهضة للحكومة منذ بدء أحداث الربيع العربي في بداية العام 2011.
ودعا المحتجون المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف حكم الإعدام” الذين اعتبروه “باطل” وجاء على خلفية انتقامية من المعارضين للنظام.
وبعد مرور أيام على صدور الحكم، لا يزال الموضوع يشغل السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي. وبين مؤيد ومعارض، يلقى حكم الإعدام على نمر النمر تفاعلا كبيرا وسط المغردين على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، فيما يمكن تشبيهه بمحاكمة شعبية لرجل الدين الشيعي.
وتعددت الهاشتاغات التي أطلقها المغردون على تويتر حول الموضوع: #نمر_النمر، #القتل_تعزيزا_لنمر_النمر، #اعدام_نمر_النمر، #النمر_إلى_مزبلة_التاريخ، #النمر_باق_و_الطغاة_إلى_الزوال وما إلى غير ذلك.
وقال حساب يحمل إسم “أحرار القطيف” معلقاً على الهاشتاغ الأكثر انتشارا حول المحاكمة “القتل تعزيرا لنمر النمر” “لا يجب أن نقف مكتوفي الأيدي بعد هذا الحكم الجائر، فلا بد أن نقف مع شيخنا بكل الوسائل والطرق الممكنة”.
وحذر الحساب، الذي يتابعه أكثر من 45 ألف شخص على “تويتر” في تغريدة أخرى من تبعات الحكم بحق نمر النمر.
وكتب المغرد أبو أحمد إن المشكلة ليست في نمر النمر بل إن “من يحاكمه أشد على الإسلام والمسلمين”.
وفي المقابل، أيد مغردون آخرون الحكم الصادر وطالب بعضهم بتنفيذ الحكم في أقرب وقت وإحالته إلى النمر إلى “مزبلة التاريخ”.
وعلق مغرد آخر على التحذير الذي أطلقته إيران بأن حكم الإعدام على النمر سيؤجج التوثر في المنطقة، معتبرا أنه تدخل بالشؤون الداخلية السعودية.
ويظهر استطلاع للرأي يجريه موقع قناة الحرة حول موقف القراء من حكم الإعدام نتائج متقاربة للطرفين بين مؤيد للحكم وآخر معارض.
وقضت المحكمة الجزائية بالعاصمة الرياض، الأربعاء، بالقتل تعزيرا لنمر النمر بتهمة مطالبته بولاية الفقيه في البحرين والمملكة، والطعن في بعض الصحابة، بالإضافة لسب رجال الدولة، بعد أن قبض عليه عقب مواجهة مسلحة مع رجال الأمن ببلدة العوامية شرق المملكة في 8 يوليو/ تموز 2012.
وتشهد منطقة القطيف مسيرات واسعة يشارك فيها الآلاف من أبناء المنطقة احتجاجا على حكم الإعدام الذي صدر الأربعاء بحق رجل الدين الشيعي المعروف نمر النمر الذي قاد احتجاجات ضد السلطات السعودية في شرق المملكة.
وفي القطيف، طالب المحتجون على الحكم على نمر النمر، الذين تعهدوا بالاستمرار بالتظاهر، بإلغاء الحكم القضائي ضد أحد رموز الطائفة الشيعية في السعودية.
وفي هذا السياق، حذر مسؤول إيراني كبير الخميس من خطر تأجيج التوتر في العالم الإسلامي بعد الحكم على نمر النمر.
ونقلت وكالة أنباء مهر عن نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير-عبد اللهيان قوله “إذا تبينت صحة المعلومات التي تحدثت عن إصدار محكمة سعودية حكما بالإعدام على الشيخ نمر فهذا سيهين بالتأكيد مشاعر المسلمين ويثير ردود فعل دولية”.
وأضاف “مثل هذه القرارات لا تساهم في عودة السلام والهدوء إلى المنطقة” مطالبا بمراجعة الحكم.
ونددت منظمة العفو الدولية كذلك بما اعتبرته حكما “رهيبا” ومحاكمة شابتها “نواقص كبيرة”، داعية إلى الإبطال الفوري للحكم الذي يندرج في إطار حملة للسلطات تهدف إلى “سحق أي معارضة ومن ضمنها المدافعون عن حقوق المسلمين الشيعة في المملكة”.
وطالبت منظمة العفو “بالإفراج” عن رجل الدين الشيعي السعودي كما طالبت “السعودية بوضع حد للتمييز والترهيب المنهجي للمجموعة الشيعية”.
وكانت قد أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض الأربعاء حكما بإعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر الذي قاد احتجاجات ضد السلطات في شرق المملكة، بعد أن أدين بتهمة “إشعال الفتنة الطائفية” و”الخروج على ولي الأمر”.
وأدين النمر المعروف بمواقفه الحادة من الحكومة السعودية، أيضا، بتهم “حمل السلاح في وجه رجال الأمن” و”جلب التدخل الخارجي” و”دعم حالة التمرد في البحرين”.
وكان ممثل الادعاء العام قد طالب المحكمة بتطبيق حد الحرابة (الإعدام) على النمر.
وكانت السلطات السعودية قد اعتقلت النمر، في الثامن يوليو/تموز 2012، عقب مواجهات انتهت بإصابته برصاص في الساق، بتهمة إثارة أعمال الشغب في بلدة العوامية.
وتعتبر السلطات النمر من أبرز المحرضين على المظاهرات التي شهدتها القطيف تأييدا للاحتجاجات في البحرين وإجراء إصلاحات سياسية واجتماعية في المملكة.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي ردود أفعال متباينة بين مندد ومؤيد لحكم الإعدام. وهنا باقة من التغريدات على تويتر:
ويذكر أن النمر دعا عام 2009 إلى “انفصال القطيف والإحساء وإعادتهما إلى البحرين لتشكيل إقليم واحد كما كانت سابقا”.
وقد أعلنت وزارة الداخلية السعودية في فبراير/شباط 2012 أن ما يحدث في القطيف “إرهاب جديد” ستتصدى له السلطات “مثلما تصدت لغيره من قبل دون تمييز مناطقي أو طائفي”.
جدير بالذكر أن القطيف شهدت مسيرات احتجاجية متفرقة رفعت شعارات تأييد للحركة الاحتجاجية في البحرين، ثم تحولت بعد ذلك للمطالبة بإطلاق سراح معتقلين وإجراء إصلاحات سياسية في المملكة.