تداولت مواقع صحفية سعودية محلية اليوم تصريحات منسوبة للأمير خالد بن بندر، رئيس الاستخبارات السعودي، حول المعارضة السورية وتدريبها عسكريا داخل أراضي المملكة، مبديا اعتراضه علي هذا القرار الذى يري أنه ” خطر يهدد الأمن الداخلي السعودى”
كما أشارت التصريحات إلى أن الأمير بندر أبلغ الملك عبد الله بن عبد العزيز العاهل السعودى أن أي مقاتل سوري سيدخل الأراضي السعودية هو في النهاية من التيارات الإسلامية الجهادية مؤكدا أنه لا وجود لأي قوى ديمقراطية معتدلة مسلحة داخل الأراضي السورية.
وأكد بندر أن السماح بدخول سوريين إلى الأراضي السعودية من أجل التدريب والتجهيز هو خطر سيهدد الأمن الداخلي السعودي ولابد من مراعاة ذلك باهتمام كبير، حسب تعبيره.
ورأى رئيس الاستخبارات السعودي، أن فتح معسكرات للسوريين في السعودية سيستفز الإيرانيين الذين ربما سيدفعون بالحوثيين لتعقيد الموقف بين السعودية واليمن بعد أن أصبح الحوثيون قوة لا يستهان بها وبعد أن أصبحوا علي مشارف باب المندب – علي حد قوله –
يشار إلى انه وحتى هذه اللحظة لم يبلغ السعوديون رسميا الجانب الأمريكي استعدادهم لتنفيذ إعلان وزير الخارجية جون كيري الذى أعلنه في الحادى عشر من الشهر الماضي ( 11/ سبتمبر ) بتدريب مقاتلين سوريين، إلا أنهم لم يحسموا قرارهم بشكل نهائي، خاصة بعد الجدل الذى أثير داخل الاسرة الحاكمة في المملكة .
كما فشلت السعودية في تحييد موقف الجبهة الإسلامية المقاتلة في سوريا ضد النظام العلوي الحاكم (بشار الأسد) من التحالف بالرغم من أن المملكة هي التي رعت تشكيلها وزودتها بالمال والسلاح. حيث أعلنت الجبهة الإسلامية بصراحة وبقوة أنها ستتصدى لقوات التحالف متحدية بذلك قرار اشتراك المملكة العربية السعودية في تلك القوات وأن الجبهة ستفتح تنسيقا مباشرا مع داعش وجبهة النصرة بل إنها قد اتخذت قرارا بوقف القتال الداخلي مع داعش ما يعني أن التأثير السعودي على الجبهة الإسلامية قد انتهى.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، قد أعلن أن المملكة العربية السعودية ستسهم في التحالف الدولي لمحاربة الدولة الاسلامية “داعش” عبر تدريب المعارضة المعتدلة السورية في معسكرات تدريب على أراضيها.
وأضاف أن برنامج التدريب سيبدأ قريبا على أن تمتد مرحلة الإعداد الأولية إلى ما بين ثلاثة وخمسة أشهر، بينما عملية التدريب الفعلية ستستغرق ما بين ثمانية إلى 12 شهرا ليعودوا إلى سوريا للبدء في تنفيذ مهامهم داخل سوريا.
وأوضح أن مهامهم ستشمل الدفاع عن المدنيين السوريين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، ثم التصدي لهجمات داعش داخل سوريا.
فيما قال مسؤول أمريكي كبير في تصريحات صحفية: “ما لدينا الآن هو تعهد من المملكة العربية السعودية بأن تكون شريكا كاملا معنا في ذلك الجهد بما في ذلك استضافة ذلك البرنامج التدريبي.”
وكان الرئيس الأمريكي باراك اوباما أعلن في وقت سابق أن عدد أفراد المعارضة الذين سيتم تدريبهم سيبلغ نحو 5 آلاف شخص.
وقال المتحدث باسم البنتاجون ان برنامج تسليح المعارضة السورية يتضمن إمدادهم بأسلحة تكتيكية وأسلحة صغيرة في المرحلة الاولى على ان يتم تزويدهم بأسلحة أكثر تقدماً في حالة إثبات قدراتهم في المستقبل.
واعلن المتحدث باسم البنتاجون أن عمليات التدريب ستنصب على اكسابهم القدرات الدفاعية الاساسية معربا عن تقدير الولايات المتحدة لجهود الحكومة السعودية في تعزيز الجهود الدولية للتصدي “للدولة الإسلامية (داعش)” .
وكانت مصادر صحفية قد أكدت في وقت سابق أن 150 مقاتلا من حركة “حزم” السورية وجبهة ثوار سوريا قد تم تدريبهم لمدة 15 يوما في السعودية تحت إشراف القوات الأمريكية وأنهم قد عادوا إلى سوريا عبر الحدود مع تركيا.
وفي السياق ذاته أفاد قيادي في جبهة ثوار سوريا أن دفعة أخرى من مقاتلي الجبهة سيتوجهون إلى السعودية قريبا من أجل المشاركة في البرنامج التدريبي الذي تشرف عليه الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الجبهة تسلمت من أمريكا شحنات أسلحة شملت بنادق آلية وذخائر ومضادات دروع، كما تسلمت حركة “حزم” مسبقا أسلحة وذخائر من الولايات المتحدة في بداية العام الحالي.
وفتح إعلان استعداد المملكة العربية السعودية استضافة البرنامج العسكري الأمريكي على أراضيها الذي أقر نهاية الشهر الماضي لتدريب المقاومة السورية المسماة “المعتدلة” فتح ذلك الباب مجددا للحديث عن حقيقة الوجود العسكري الأمريكي في المملكة، خاصة بعد مقتل أمريكي وإصابة آخر منتصف الأسبوع الحالي يعملان لصالح شركة أمريكية لمهمات التدريب للحرس الوطني السعودي.
وكشفت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير سابق لها عن أن المواطنين الأمريكيين (المقتول والمصاب) من موظفي شركة “فينيل السعودية” وهي إحدي الشركات التابعة لشركة “نورثروب جرومان” ومقرها ولاية فرجينيا، وهي شركة دفاع أمنية عملاقة.