تسود موجة من الحزن الشارع اليوناني، مصحوبة بضجة إعلامية كبيرة على شاشات قنوات التلفزيون اليوناني والصفحات الأولى للصحف وشبكة الإنترنت، أثارها إعلان موت لوكانيكوس، أشهر كلب في اليونان.
واشتهر الكلب بين 2008 و2012 لمشاركته في كل التظاهرات التي شهدتها اليونان ضد سياسات التقشف، حيث يعد أحد رموز التظاهرات التي عرفتها اليونان ضد الإصلاحات الاقتصادية القاسية على الشعب اليوناني. وكانت مجلة «التايم» الأميركية اختارته ضمن لائحة شخصيات عام 2011، كما أهداه الفنان ديفيد روفيك أغنية جاءت بعنوان «كلب الانتفاضة».
بالإشارة إلى أنه في ثقافتنا المحلية يعد إطلاق كلمة «الكلب» على أحد الأشخاص، نوعًا من الإهانة والانتقاص، ولكن تكاد تتفق جميع الثقافات على رمزية «الوفاء» عند الكلب، ويقال: إن الفيلسوف الألماني شوبنهاور أوصى بماله بعد وفاته لكلبه «أتما» لأنه الوحيد الذي يستحق.
واختلفت الثقافات في شجاعة الكلب، فالهنود يتهمونه بالجبن، ولا يرون شجاعته، والأتراك يرون «الجوع» هو ما يهب «الشجاعة» للكلب، بينما الصينيون يلطفون المعنى بأن الكلب لا يعمل من دون أجرة، وفي روسيا من يكون محدود الطموح يشبهونه بالكلب، فالكلب عندهم ضيق الأفق وعندما ينام لا يحلم إلا بالعظمة.
وقد ورد ذكر «الكلب» في القرآن الكريم 5 مرات في سورتي الكهف والأعراف، ولا يجوز اقتناؤه إلا بضوابط محددة كالصيد والرعي والحراسة، وأمرنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام بغسل الإناء 7 مرات إذا ولغ الكلب فيه، والتأمل في حال «الكلب» يفيدنا في التعامل مع «الإنسان».
وقال أشيلياس آدم صاحب الكلب اليوناني: إنه كان يخرج إلى التظاهرات صباحًا ولا يعود إلا بعد حلول الليل، وكان يهاجم قوات الأمن التي تعتدي على المتظاهرين، كما كان «كلب الانتفاضة»، كما يطلق عليه، يلتقط قنابل الغاز المسيل للدموع ويبعدها عن جموع المتظاهرين، ولم يهاجم ولو مرة واحدة أيًّا من المتظاهرين، وكان رجال الأمن هم فقط خصومه وقت التظاهر.