قررت جمعية صناع الحياة، وهي إحدى الجمعيات التنموية في مصر، إستبعاد الداعية المصري عمرو خالد من مجلس أمنائه.
وتضمن قرار الجمعية تعيين اللواء محمد عبدالسلام المحجوب، رجل المخابرات، ومحافظ الإسكندرية، ووزير التنمية المحلية الأسبق، بديلا عن عمرو خالد في مجلس الأمناء مما أدخل الشكوك في وجود ضغوط رسمية وراء قرار الاستبعاد.
واوضح الدكتور محمد يحيى، رئيس مجلس أمناء صناع الحياة إن المقصود من وراء القرار ليس شخص خالد، ولكن طبيعة المرحلة التي يمر بها المجتمع الذي تخدمه الجمعية.
وأضاف يحيى لـ بي بي سي: “لم تعد المجتمعات، نتيجة الظروف السياسية الموجودة في العالم، تتقبل ارتباط عمل تنموي بدعوة دينية. وأصبحت الثقافة تنظر بشك وارتياب لأي رمز ديني يخرج عن إطار العمل الديني. ورأينا أنه من مصلحة العمل الذي نقوم به في الجمعية ومصلحة المجتمعات التي نخدمها أن نستبعد الاعتبارات الدينية”.
وأكد على أن الجمعية لم تتعرض لأي ضغوط لاتخاذ هذا الموقف، وأنه جاء مبادرة من الجمعية، بسبب كثرة التساؤلات حول توجهاتها، رغم تأكيد الإدارة المستمر على أنها لا تؤدي أي دور دعويها
وقال يحيى: “أي مؤسسة تسعى إلى أن يكون لها دور في تطوير التعليم، وعندنا مشاريع في هذا الشأن ونريد استكمال تجربة المحجوب، ووجوده سيساعدنا في إقناع الجهات الحكومية باستكمال التجربة”.
ومن جانبها أصدرت وزارة الأوقاف بيانا بالأمس الأربعاء، أعربت فيه عن تأييدها لقرار مجلس أمناء الجمعية، وقالت إنه خطوة “تستحق الإشادة والتقدير والاحتذاء والتعميم”.
كما دعت إلى ترك مهمة الدعوة للأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء.
وأسفر القرار عن حدوث ضجة في أوساط العمل المجتمعي، إذ من المعروف أن خالد من أهم الداعمين للجمعية بالإضافة إلى صدى مختلف على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ عبر المستخدمون عن شكوكهم في أن السلطات المصرية كان لها دور في استبعاد خالد.
وكان من بين التعليقات على موقع تويتر، تغريدة للمستخدم شريف رمضان تقول “#عمرو_خالد دوره انتهى فى #صناع_الحياه، يقوم ايه بقى، يشيلوه من مجلس الامناء، ويدخلوا لواء بداله ووزير سابق، الحمد لله انى فهمتها من زمان”.
كما قال مستخدم آخر باسم عمار: “المشكلة عندي مش الإطاحة بـ#عمرو_خالد، لأن دا طبيعي، المشكلة إن #عبدالسلام_المحجوب لواء سابق، يعني حتى المنظمات الإنسانية هتبقى تحت إيدهم!”
وجدير بالذكر إن جمعية “صناع الحياة” ترتبط بدعوة أطلقها خالد عام 2003، في برنامج تليفزيوني يحمل نفس الاسم، تحث الشباب على المشاركة في العمل التنموي كواجب ديني، بجانب كونه عملا اجتماعيا، وكان شعارها “التنمية بالإيمان”.
وانطلق العديد من المبادرات في إثر البرنامج، وكان من بينها تأسيس جمعية تحمل نفس الاسم. ثم كان القرار الأخير الذي أثار تساؤلات حول الأسباب التي دفعت الجمعية لاستبعاد أحد أهم داعميها.