أبلغ الرئيس الامريكي باراك اوباما قادة عسكريين من أكثر من 20 دولة تعمل مع واشنطن لهزيمة تنظيم الدولة الاسلامية انه يشعر بقلق بالغ بشان التقدم الذي حققته الجماعة المتشددة في بلدة كوباني بشمال سوريا وفي غرب العراق حيث يتقدم تنظيم داعش من اقصر طريق في محور بغداد في وقت تعيش جبهات الموصل وتكريت هدوءاً نسبياً.
لكن اوباما لم يلمح الي اي تغييرات فيما يعتبره استراتيجية طويلة الامد حتى مع تزايد الضغوط على الائتلاف لمنع التنظيم من السيطرة على مزيد من الاراضي.
وأبلغ اوباما القادة العسكريين اثناء اجتماع يوم الثلاثاء في قاعدة اندروز الجوية خارج واشنطن “هذه ستكون حملة طويلة الامد.” في الوقت الذي
حذّر الخبير العسكري الكبير العقيد الأمريكي المتقاعد، ريك فرانكونا، من خطر التقليل من قدرات تنظيم الدولة الإسلامية ، قائلا إن التنظيم يسعى لمحاصرة العاصمة العراقية بغداد وإسقاطها في نهاية المطاف لتكون “عاصمة خلافته” مضيفا أنه قد فرض بالفعل طوقاً حول المدينة في حين أثبت الجيش العراقي أنه “غير فعال.”
ولفت اكثر الخبراء الامريكيين متابعة لتحليل علاقة داعش بالعمليات على الارض ان خطة التنظيم على اسقاط بغداد بدأت بالفعل من خلال استرايجية الحصار المضروب حولها.
وكان الرئيس الامريكي يتحدث بعد ضربات جوية بقيادة الولايات المتحدة جرى خلالها قصف اهداف للدولة الاسلامية حول كوباني قرب الحدود التركية حيث يجاهد مقاتلون اكراد لدحر هجوم للجماعة المتشددة.
وقال ان التركيز في هذه المرحلة ينصب على القتال في الانبار بغرب العراق. واضاف قائلا “ونحن نشعر بقلق عميق بشان الوضع في بلدة كوباني السورية ومحيطها والذي يبرز التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الاسلامية في كل من العراق وسوريا.”
وكانت قوات امريكية خاضت معارك عنيفة لمنع سقوط الانبار في ايدي متشددي القاعدة اثناء حرب العراق لكن المدينة مهددة الان بأن يسيطر عليها متشددو الدولة الاسلامية.
وقال اوباما “الضربات الجوية للائتلاف ستستمر في كل من هاتين المنطقتين.”
والاجتماع مع قادة عسكريين من 22 دولة من بينهم ممثلون لتركيا والسعودية رأسه الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة.
وأبلغ مسؤول عسكري امريكي رويترز بعد الاجتماع انه كان هناك إعتراف بأن تنظيم الدولة الاسلامية يحقق بعض المكاسب على الارض على الرغم من الضربات الجوية. لكنه اضاف انه كان هناك ايضا شعور بأن الائتلاف من خلال العمل معا ستكون له الغلبة في نهاية المطاف.
وقال اليستير باسكي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إن الاجتماع “يجيء في اطار الجهود المتواصلة لبناء التحالف ودمج قدرات كل دولة في الإستراتيجية الموسعة.”
وقال اوباما ان الحملة ما زالت في مراحلها الاولية. واضاف قائلا “ستكون هناك ايام للتقدم وستكون هناك فترات من الانتكاسات.” لكنه قال “ائتلافنا متحد وراء هذا مسعى الطويل الامد.”
ووصف العقيد الامريكي فرانكونا، والمحلل العسكري لدى سي أن أن ، الوضع في العراق بأنه “خطير جدا” مضيفا: “كنا نأمل أن تساعد الضربات الجوية على وقف هجوم داعش بحيث يسترد الجيش العراقي أنفاسه ويسترجع المدن والبلدات التي فقدها ولكن القوة الجوية لم تساعد وقد واصل التنظيم السيطرة على المدن.”وتابع إن هذه التطورات تعني بأن الناس يلاحظون بأن الجيش العراقي “غير فعال.”
ولدى سؤاله عمّا إذا كان العالم يدرك بالفعل قدرات داعش بالنسبة لإمكانية مهاجمة مدينة كبيرة مثل بغداد رد الضابط الأمريكي المتقاعد بالقول: “مازلنا نقلل من قدرات داعش ومدى فعاليته، وعناصره يحاولون محاصرة المدينة، وهم يطوقونها من الجنوب والشمال والغرب، مع أنهم قد يواجهون بعض المصاعب مع التقدم نحو الشرق حيث تقطن غالبية شيعية.”
وأضاف: “هذه هي الطريقة التي يتبعها التنظيم، فرض الحصار على المدن ومن ثم تنفيذ العمليات الانتحارية وبعدها الاقتحام والسيطرة، وقد بدأت العمليات الانتحارية بالفعل وبغداد ستكون هدفا لهم لأنها العاصمة المفترضة للخلافة التي يريدون إقامتها.”
وحول الموقف الأمريكي الواجب اتخاذه حيال هذه التطورات قال فرانكونا: “لا يمكننا السماح لهم بالسيطرة على كل هذه الأرض، لديهم دولة فعلية ولديها عدد كبير من الذين كانوا ضمن نظام البعث السابق ويعرفون كيفية إدارة الأمور وهم يحاولون إنشاء دولة والسيطرة على أراض واسعة ويبدو أنهم يقومون بعمل جيد على هذا الصعيد.