شنت الصحفية غادة شريف – صاحبة المقال الشهير التي قالت فيه أغمز بعينك يا سيسي – هجوماً شرساً على الاخير متهمة إياه بأنه هو والإخوان وجهان لعملة واحدة .
وقالت شريف في مقال نُشر لها باحدى الصحف الخاصة : سيادة الرئيس، تعجبت بشدة وأنا أراك تطلب من الإعلاميين الذين صاحبوك فى نيويورك عدم الخوض فى الأعراض، وتساءلت، لماذا توجه كلامك لهؤلاء بينما من يخوض فى الأعراض مجموعة أخرى لم تكن حاضرة هناك.. ثم ازداد تعجبى فى حفل أكتوبر، حين طالبت بإعلام غير مسىء، وكأنك يا سيدى لا تعلم ما يدور حولك فى دائرتك الضيقة!.. رجالك يا سيدى هم من يصنعون الوحوش، ولا أحد سواهم!… أنتم من تزرعونهم فى الفضائيات بالأمر، فيستقوون بكم، ويصيبهم جنون العظمة، فيتمادون فى التفحش الإعلامى!.
وأضافت: نجد منهم على سبيل المثال من يخوض فى عرض نساء دولة شقيقة، ثم إذا به فى أقل من شهر يعود للظهور على شاشة أخرى!.. نجد منهم على سبيل المثال أيضا من اشتهر بتأليف الشائعات على خلق الله وتوقيع الناس فى بعض، ثم فجأة يتخصص له برنامج على قناة فضائية، حيث وصف فيه منافسك أثناء الانتخابات بلفظ شديد البذاءة، مما اضطر إدارة القناة لقطع الهواء عليه، فإذا برجالك بعدها يحاولون تصعيده سياسيا وكأنهم يكافئونه على لفظه البذىء!.
وأردفت: جد منهم أيضا من «تردح» لمعارضيك بالعين والحاجب، فيتم إيقاف برنامجها لسقوطها الجماهيرى، لكنها لصلتها المعروفة برجالك تستعد الآن للظهور مرة أخرى على نفس القناة الفضائية.. لقد سبق أن وجهت لكم يا سيدى مقالة عتاب بعد إعلان فوزكم، وكتبت فيها: «كما أزعج الكثيرين جلوسك إلى بعض الصحفيين والإعلاميين، حيث منهم الوصوليون والوصوليات والأمنجية والأمنجيات!»، وكنت أقصد هؤلاء وغيرهم، لكن يبدو يا سيدى أنك راض بما يفعله رجالك، فمن كنت أقصدهم استمروا فى حضور لقاءاتك المعلنة واجتماعاتك «غير المعلنة»!.
وتابعت : أحدهم يا سيدى قالها صراحة فى برنامجه بأن علاقته بالرئاسة مثل الزواج العرفى!.. فكيف تشكو من الإعلام المسىء وأنتم رعاته الرسميون؟!.. رجالك يا سيدى هم من يباعدون بينكم وبين الإعلاميين المحترمين باصطفائكم هؤلاء.. الجميع يعلم أن هؤلاء أبعد ما يكونون عن المهنية، ولولا أنهم «تبعكم» لما قامت لهم قائمة.. رجالك يا سيدى لا يريدون إعلاميين محترمين، بل يريدون الذين «على راسهم بطحة» حتى يكون ولاؤهم لك، وليس للوطن، فيسبحون بحمدك عند اتخاذك أى قرار، وعند اللزوم ينقضُّون مسعورين ينهشون من يعارضك أو ينتقدك.. لذلك فى حفلاتك ولقاءاتك أصبحت لا أتعجب عندما أرى فى مقدمة مدعويك الدائمين شخصية ما، ارتكبت واقعة مشينة كتبت عنها صفحات الحوادث منذ أشهر قليلة، ولم أتعجب أيضا عندما رأيتك تقف مبتسما بجوار تلك الشخصية لأخذ صورة معها فى حفل أكتوبر، فقد أيقنت أنه كلما زادت البطحات زادت قيمة تلك الشخصيات لديكم!.. هذا هو إعلامك يا سيدى، وهكذا يريده رجالك، فلماذا تحدثنا نحن؟.. وأى إعلام محترم تتحدث عنه؟.. لقد أحبطتم كل من هو محترم يا سيدى حتى جعلتموه كالقابض على الجمر، وسيختصمك أمام الله- تعالى- يوم القيامة.. لقد كنت محقا يا سيدى فى حسدك لعبدالناصر على إعلامه.
وأنهت كلامها قائلة : فرغم أن كليكما إعلامه موجه إلا أن إعلام عبدالناصر لم يكن بذيئا.. أنتم يا سيدى والإخوان المسلمون وجهان لعملة واحدة.. فكما كانوا يمنحون صك الإيمان لمنافقيهم، كذلك أنتم، فتمنحون رضاكم السامى وصك الوطنية لمن ينبح لحسابكم فقط.. للأسف، عندما انتخبتك كنت أنتظر إنك هتنظف الدنيا.. كنت أنتظر سماء صافية.. هواء نقيا.. أرضا رحبة نظيفة.. فإذا بالسماء تزداد غيوما، والهواء يزداد تلوثا، والأرض امتلأت بالروث، والفضل يعود لرجالك المقربين.. والحقيقة أن هذا هو عيبك الخطير، فأنت بمنطق الأهل والعشيرة لا تثق إلا برجالك المقربين رغم انعدام خبرتهم السياسية والمدنية، ودون حتى أن تضع أدنى رقابة عليهم لتطمئن أن السلطة لم تفسدهم.. الأسوأ هو أنك لا ترى إلا بأعينهم، ولا تسمع إلا بآذانهم، ولا تتعامل مع المدنيين إلا من خلالهم.. فمن الذى يحكم إذن، أنت أم رجالك؟!