انتشر منذ أيّام قليلة فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي يُظهر صبيّتين: الأولى تقرأ ما يُشبه نشرة أخبار شعرية، والثانية تردّ عليها بأغنية. عنوان الفيديو كان: “لبلادي” وتمّت فيه مناقشة الأوضاع من سورية إلى فلسطين فلبنان والعراق. ألم الحرب ولوعة الاغتراب، الموت والمؤامرات والحقّ في الحياة.
شارك الملايين الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي: لبنانيون وسوريون وتونسيون وفلسطينيون. الفيديو جمع المؤيّد والمعارض، الكلمات العميقة جرّحت الضمائر فخجلنا لوهلةٍ عن نسياننا القضايا المهمة. لكن أحداً لم يفكّر في ضرورة تقفّي آثار الفيديو ومعرفة من يكمن وراءه، وما إن كان المُعدّون يمثلون الحرية والحق اللتين نُؤمن بهما.
استفاق الجميع على خبر يتمّ تداوله: “الفتاتان شبيحتان للنظام السوري”، قناة الإخبارية السورية خصّت الأغنية بتقرير خاص.
كما اكتشف بعضهم خلال تقفّي بروفايل ريحان يونان، أنّها كانت من المروّجين لمسرحية الانتخابات الرئاسية السورية التي حصلت في 28 مايو/أيار الماضي. كَثُرت علامات الاستفهام حول فكر الفتاتيْن بعد تباكيهما على الأوطان العربية. وكثرت التعليقات بعد مراقبة بوستات سبق لريحان أن نشرتها عن “جيش الدفاع الوطني السوري”.
أتت التعليقات مغايرة للتعليقات التي سادت في اليوم الأوّل فتساءل عديدون عن حقيقة ما ننشره ونشاركه على شبكات التواصل الاجتماعي وعن خدمته للحريّات أو مساهمته في عرقلتها فقال بعضهم:
“أتوقّع أن يستثمرها جماعة النظام لتجميل صورة الشبيحة ولتزيين الوجه القبيح للنظام الأسديّ”، فيما تساءل آخر عن كمية “المشاركة المهمة وغير المهمة التي نقع ضحيتها على فيسبوك”، وعبّر كُثر عن امتعاضهم من ردّة الفعل الأولى، والتي تمثّلت بإعجابهم وترويجهم للأغنية.
لونا صفوان
العربي الجديد