معتقلون نفذت منهم وسائل الاعتراض، وتوصيل صوتهم للمطالبة بأبسط حقوقهم في محاكمة عادلة، عقب أن وصلت مدة احتجاز البعض منهم إلى أكثر من عام احتياطيًا.
“لعلنا نستطيع بأجسادنا النحيلة أن نرسم طريق النجاة لهذا الوطن، وأن نوجه ضربة لدولة الظلم، فنحن لم نهزم بعد”، ذلك الشعار الذي رفعه المضربون لتعلق في مدخل مقر جبهة طريق الثوار، فأصبح هؤلاء الآن مهددون بالموت في غرف العناية المركزة.
سلطان .. نزيف مستمر
“عميد الإضراب”، هكذا يطلق عليه، صاحب أطول إضراب داخل تاريخ السجون المصرية، يدخل فى اليوم 259 منذ 26 يناير 2014، يرقد الأن داخل غرفة للعناية المركزة بمستشفى المنيل الجامعي عقب نقله له في 7 أكتوبر، لتعرضه لحالة نزيف داخلي في أكثر من مكان بجسده.
ويقول أحمد ممدوح، الطبيب المتابع لحالته: إن حالته استقرت منذ الأمس، عقب تعليق محلول تغذية له دون علمه، مشيرًا إلى أنه في حاجة لنقل الدم، وسط رفضه حتى لا يتسبب ذلك في فك الإضراب، موضحًا أن الوظائف الحيوية مستقرة والضغط 120/70 ، والسكر 64NR حتى أمس كان 1.4
وأشار ممدوح إلى امتناع سلطان عن تلقي العناية الطبية، عقب تعليق محلول تغذية له على عكس ما اتفق عليه في الأطباء على تعليق محاليل محل فقط، وفقا لبيان أسرته، فضلا عن امتناعه عن نقل كرات الدم، اعتراضا على وضعه في الكلبشات في الفراش على الرغم من عدم قدرته على الحركة إلا بمساعدة الأطباء.
دومة.. حالة متدهورة
عقب 41 يومًا من الإضراب عن الطعام، قرر أحمد دومة، فك إضرابه لتدهور حالته الصحية، لحين التوصل لعلاج أو مسكن لآلام القرحة بالمعدة، وحالة القيء المستمر التي يعاني منها، والتي لم تستطيع الحقن إيقافها.
في الوقت الذى أوضحت فيه نورهان حفظي، زوجته، إن وصوله لهذه الدرجة واضطراره لفك الإضراب وصمة عار للسلطة التي استغلت مرضه للضغط عليه بشكل غير مباشر بمنع خروجه للمستشفى وتوفير الرعاية الصحية له.
وعلى الرغم من استقرار حالته الصحية منذ أربعة أيام، وإصدار مستشفى قصر العيني تصريح بخروجه، وفقا لأحمد ممدوح، إلا انه عند نقله لجلسة قضية مجلس الوزراء اليوم بعهد أمناء الشرطة، أصيب بنزيف شرجى منذ نزوله من عربة الإسعاف وفشلت محاولات وقف النزيف والألم.
اليمانى..ممنوع نقله للمستشفى
179 يوما من الإضراب، يخوضها إبراهيم اليمانى، المعتقل منذ أحداث مسجد الفتح الثانية، بدأ ذلك الإضراب منذ 17 أبريل، عقب أن قام بفك إضرابه الأول الذى استمر 89 يوما منذ 25 ديسمبر 2013.
تقول نفيسة عبد الخالق، والدة إبراهيم: إن إبراهيم ممنوع من النقل إلى عيادة السجن منذ شهر ونصف، بسبب تعنت إدارة السجن معه، على الرغم من تعرضه يوم 3 أكتوبر إلى حالة فقدان للوعى على فترات متقطعة استمرت طوال اليوم، وتقئ كميات من الدماء، مشيرة انه عقب تدهور حالته فى الساعة 1 ليلا، ودخوله فى حالة تشنجات، بدأ المساجين حالة من الغضب والطرق على أبواب الزنزانة مرددين “إبراهيم بيموت”
وتوضح والدته لـ”مصر العربية” أن إدارة السجن لم تستجب إلا في الرابعة فجرا، بزيادة التشنجات وقلة معدل التنفس، سمح الضابط لاثنين من زملائه بنقله لعيادة السجن، لأن العساكر لديهم الأوامر بعدم نقله للمستشفى، مشيرة إلى أن طبيب السجن أخبرهم انه بلع كميات كبيرة من الدم أثناء القي، فضلا عن زيادة نسبة الاسيتون فى الدم، مما أثر على حركة العضلات والجهاز التنفسي، ووضعه على جهاز التنفس الصناعي.
وتشير عبد الخالق أن الطبيب أخبر الضابط بضرورة نقله للمستشفى نظرا لضعف الإمكانيات داخل السجن، لكن الضابط رفض وأخبره أن الأمر في يد رئيس المباحث، محمد العشري.
وتتابع قائلة :” محمد العشرى عند وصوله للسجن في اليوم التالي أهان إبراهيم وقال له “خليك منشف دماغك وخليك في غبائك، وانا قلت لك مفيش محاضر اثبات، خليك فى الهبل اللى انت فيه، موت فى 60 داهية انت اصلا ملكش دية، واهلك هيستلموا جثتك بتقرير من هنا”، موجها تهديدا له :”لو مفكتش اضرابك انا هلجأ لاساليب تانية فى التعامل معاك وورينى هتكمل اضرابك ازاى”.
وأوضحت ان إبراهيم قرر الدخول فى إضراب عن المياه لمدة سبعة أيام اعتراضا على الإهانة التي تعرض لها، ثم قرر مد المدة تضامنا مع محمد سلطان وكافة المضربين.
حالة من العجز عن الحركة يعانى منها إبراهيم، وسط رفض إدارة السجن إدخال كرسي متحرك له، فقد أكثر من ثلثي وزنه، والآلم مستمرة في المعدة والرأس، هكذا توضح والدته، مؤكدة أنه حتى الآن ترفض إدارة السجن إثبات الإضراب أو توقيع الكشف الطبي عليه لإثبات حالته الصحية، على الرغم من إرسالها للعديد من التلغرافات للنائب العام.
تنهى والدة اليماني حديثها: “ده ابنى وخايفة عليه انا بكيت آخر مرة كنت فى الزيارة علشان يفك الإضراب، لكنه رفض وقال لي أنا مشيت كل ده ومش هفك الإضراب تانى”
ووفقا لحملة الحرية للجدعان يخوض 130 شخصا إضرابا عن الطعام، لحين إسقاط قانون التظاهر، والإفراج عن المعتقليين السياسيين، من بينهم 60 داخل السجون، و70 متضامن من خارج السجن.
ومن بين المضربين داخل السجون هناك شخص واحد يضرب إضرابا جزئيًا، بينما الـ59 الباقيين يضربون كليا عن الطعام.
مصر العربية