استشهد الملك المغربي محمد السادس في خطاب وجهه الى الأمة خلال افتتاح البرلمان أمس الجمعة بحديث نسبه الى النبي ولم يأت ذكر الحديث في الأحاديث النبوية. ويضع هذا الامر العاهل المغربي في حرج أمام عامة المسلمين لحمله صفة “أمير المؤمنين”، وما تقتضيه هذه الصفة من تثبت وتيقن في استعمال الإشارات الدينية في الخطاب.
وتناول الملك في افتتاح البرلمان قضايا متنوعة، وشدد على تحول المغرب الى بلد نموذجي في منطقة غير مستقرة، ويقول الملك بأن الوضع المريح للمغرب إقليميا جعل حساده كثيرين، وجاء في الخطاب “إن بلدنا يحظى بالتقدير والاحترام، وبالثقة والمصداقية ، جهويا ودوليا . كما ان لدينا صورة إيجابية لدى شعوب العالم. غير انه يجب ان نعرف جميعا ، ان هناك في المقابل ، جهات تحسد المغرب، على مساره السياسي والتنموي، وعلى أمنه واستقراره ، وعلى رصيده التاريخي والحضاري ، وعلى اعتزاز المغاربة بوطنهم”.
وليضفي شرعية دينية على كلامه لجأ الى حديث نبوي مزعوم قائلا “وأستحضر هنا، قول جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، “اللهم كثر حسادنا”. لأن كثرة الحساد ، تعني كثرة المنجزات والخيرات. أما من لا يملك شيئا ، فليس له ما يحسد عليه”.
وبدأ المغاربة من رواد الفيسبوك يتساءلون عن صحة الحديث، واستشارت جريدة إلكترونية “صدى نيوز″ آراء علماء أمة المغرب، واعترف أغلبهم ومنهم العالم مصطفى بنحمزة القريب من المؤسسة الرسمية بعدم صحة الحديث قائلا “الأمر ليس هكذا” ولعله سكت حتى لا يحرج ملك البلاد. وبدوره، رفض رضوان بنشقرون وهو من علماء السلطة التعليق على الحديث الوارد في الخطاب.
وتطوع عالم مغربي شاب لا ينتمي الى علماء البلاط واسمه رشيد بوطربوش وهو من مؤسسي اتحاد علماء المسلمين، ليقول في هذا الشأن “في الحقيقة هذا الحديث ما وقفت عليه أبدا لا في كتب الحديث الصحيحة التي درستها على مشايخي ولا في غيرها ولا أعرف له أصلا، لا عند الصحاح ولا عند الضعاف”.
واستطرد الدكتور بطربوش قائلا: “هناك بعض “الأحاديث المشتهرة على الألسن”، وزاد موضحا : إنه ” ممكن أن يكون هذا الحديث من هذا النوع وهي في الغالب ضعيفة جدا أو لا أصل لها”، وأضاف “في جميع الأحوال الإشكال يكون بالاستشهاد بحديث ضعيف أو موضوع من أجل استنباط أو إثباث حكم شرعي”.
وقال في ذات التصريح “ربما من كتب هذا الخطاب رأى أن هذا الكلام رائج فاعتمده في الخطاب دون أن يعود إلى أهل الاختصاص، لأن العلماء الشرعيين لا وزن لهم ولا يستشارون في مثل هاته المناسبات”.
ولم يصدر بيان عن الديوان الملكي يقر بالخطئ الوارد في خطاب العاهل االمغربي محمد السادس ويتداركه . ويضع الخطاب الملك في حرج أمام المسلمين لأنه يحمل صفة أمير المؤمنين، وهي صفة تقتضي في مقامه التثبت من الايات والأحاديث التي يجري استعمالها في الخطب من باب الاستشهاد.