تساءل الأديب والسيناريست الإسرائيلي “إيهود توكتالي” عن السبب الذي زلزل العالم بعد ظهور داعش، نافيا أن يكون ذلك بسبب قطع التنظيم رؤوس مواطنين من دول غربية، فقد سبق أن حدث ذلك أكثر من مرة، فعلى سبيل المثال تم ذبح الصحفي الأمريكي اليهودي دانيال بيرل في باكستان ووُثقت العملية بالفيديو.
ومضى يقول: ”ربما بسبب جرائم داعش ضد الأقليات في سوريا والعراق؟ لكن مثل هذه المشاهد رأيناها في الماضي أيضا.
صحيح أن هذه الوحشية ألهبت المشاعر في الغرب، لكن من المشكوك فيه إن كان رئيس مثل أوباما سيصدر أوامره بضرب الإسلاميين بسبب وحشيتهم فقط، والتي لم تصل بعد لوحشية الديكتاتور في دمشق”.
السبب من وجهة نظر “توكتالي” والذي أعرب عنه في مقال بصحيفة” معاريف” يكمن في أن “داعش” وضعت تحديا جديدا أمام العالم، لا يدور الحديث عن إقامة دولة إسلامية، فإيران دولة إسلامية منذ 35 عاما، ومثلما تُوصف أفغانستان وباكستان وغيرهما. على حد قوله.
التجديد الذي أتى به “داعش” يكمن في رؤيته للخلافة الإسلامية. فللمرة الأولى منذ انهيار الامبراطورية العثمانية، يظهر في الشرق شخص يتم إعلانه كخليفة. لا يدور الحديث عن جمهورية إسلامية معترف بها عضو بالأمم المتحدة، بل سعي حثيث لامبراطورية إسلامية مع طموحات لتوسعات عالمية.
وتابع” توكتالي”: ”هذه ليست وحدة عربية ناصرية، بل وحدة إسلامية تعبر عن نفسها في تنصيب ,,أمير المؤمنين,,- الاحتفال الكبير لداعش كان محو الحدود السورية- العراقية، الرمز البارز لمعاهدات سايكس- بيكو. الامبراطورية الوليدة في أيامنا تتحدى النظام العالمي الذي تحدد على يد امبراطوريات الغرب. وهو ما حرك رئيس مثل أوباما من مخبئه”.
مع هذا اعتبر الكاتب الإسرائيلي أن “داعش” بعيد كل البعد عن منح الحرية لشعوب المنطقة، “فرغم أن الحدود التي رسمها السيد سايكس والسيدة بيكو كانت تعسفية وفرضت القمع والاستغلال على شعوب المنطقة وقبائلها، فإن داعش يحاول أن يفرض على هؤلاء الناس قمعا أكثر خطورة. فلا يعيد للسكان أرضهم وكرامتهم، بل يفرض على المسلمين نظام مخيف متطرف- وببساطة يدمر الآخرين”.
وأشار “توكتالي” إلى أن زعيم داعش أبو بكر البغدادي حرك مشاعر عميقة في وعي الملايين في العالم الإسلامي، فالحنين للخلافة الإسلامية يتخطى الحدود القومية والإثنية ويشعل حماسة الشباب المسلم في أنحاء العالم.
وأردف قائلا: ”إنهم ( الشباب المسلم) تواقون لهيمنة الإسلام ويشتاقون للرؤيا المتصورة لحاكم عادل، كان ذات مرة على ما يبدو تحت حكم الإسلام. بدأ الغرب يدرك أن هذه قوة كامنة لتهديد استراتيجي وليس مجرد تنظيمات إرهابية متفرقة تريق الدماء”.