الغموض يكتنف الفحوصات الطبية التي يجريها سلطان عمان قابوس بن سعيد، فبعد نحو 6 أسابيع من بيان البلاط السلطاني الذي أكد أن السلطان يجري فحوصات طبية -لم يحددها- في ألمانيا، أصدر البلاط بيانًا مساء أمس -الخميس- أعلن فيه أن السلطان قابوس “في صحة جيدة”، وأشار البيان الذي نشرته وكالة الأنباء العمانية الرسمية أن “السلطان في صحة جيدة ويتابع خلال الفترة القادمة البرنامج الطبي المحدد والذي بفضل الله يحقق النتائج المرجوة المطمئنة”، ووجه “أحر التهاني والتبريكات لأبناء شعبه الأوفياء في مختلف أرجاء السلطنة”.
وقد سبق أن أعلن البلاط السلطاني في 18 أغسطس/ آب الماضي، أن السلطان أجرى فحوصات طبية -لم يوضحها-، وسيتابعها خلال الفترة القادمة، وبين أنه “في صحة طيبة”، وأنه يقضي “إجازته السنوية في منزله بجمهورية ألمانيا الاتحادية”، وجاء البيان الصادر في 18 أغسطس/ آب بعد تداول وسائل إعلام أنباء عن تدهور صحة سلطان عمان على خلفية إصابته بمرض السرطان، حيث ذكرت وسائل إعلام أن السلطان قابوس يخوض صراعًا مريرًا مع مرض السرطان، وأنه نقل إلى مدينة ميونيخ الألمانية بعد أن قضى نحو سبعة أشهر عاجزًا عن الحركة، وهو ما نفته السلطنة.
وتساؤلات حول من سيخلف السلطان قابوس في حكم السلطنه، خاصة أنه على خلاف مع نظرائه من حكام منطقة الخليج العربي، فإن السلطان قابوس لم يعلن وريثًا للعرش وهو متزوج، وليس له أبناء، ووتنص المادة السادسة من الدستور العماني على أن مجلس العائلة الحاكمة يختار وريثًا للعرش بعد أن يصبح العرش شاغرًا.
والسلطان قابوس بن سعيد (74 عامًا) تولى سدة الحكم في 23 يوليو/ تموز 1970، ويعد صاحب أطول فترة حكم من بين الحكام العرب الحاليين، هو ثامن سلاطين أسرة البوسعيد، وينحدر نسبه من الإمام أحمد بن سعيد المؤسس الأول لسلطنة عمان، وهوالابن الوحيد لسعيد بن تيمور، وتلقى دروس المرحلة الابتدائية والثانوية في صلالة، وفي سبتمبر من عام 1958 أرسله والده إلى بريطانيا، حيث واصل تعليمه في إحدى المدارس الخاصة سافوك، ثم التحق في عام 1379هـ الموافق 1960 بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، حيث أمضى فيها عامين؛ وهي المدة المقررة للتدريب، درس خـلالها العلوم العسكرية، وتخرج فيها برتبة ملازم ثان، ثم انضم إلى إحدى الكتائب العاملة في ألمانيا الاتحادية آنذاك لمدة ستة أشهر مارسَ خلالها العمل العسكري.
بعدها، عاد إلى بريطانيا حيث تلقى تدريبًا في أسلوب الإدارة في الحكومة المحلية هناك، وأكمل دورات تخصصية في شؤون الإدارة وتنظيم الدولة، ثم هيأ له والده الفرصة التي شكلت جزءًا من اتجاهه بعد ذلك، فقام بجولة حول العالم استغرقت ثلاثة أشهر، زار خلالها العديد من دول العالم، عاد بعدها إلى البلاد عام 1383هـ الموافق 1964م حيث أقام في مدينة صلالة.
على امتداد السنوات الست التالية التي تلت عودته، تعمق السلطان قابوس في دراستة بكل ما يتصل بتاريخ وحضارة سلطنة عمان دولة وشعبًا على مر العصور، وقد أشار في أحد أحاديثه إلى أن إصرار والده على دراسة الدين الإسلامي وتاريخ وثقافة عمان، كان له الأثر العظيم في توسيع مداركه ووعيه بمسؤولياته تجاه شعبه العماني والإنسانية عمومًا، كما أنه استفاد كثيرًا من التعليم الغربي الذي تلقاه وخضع لحياة الجندية ولنظام العسكرية في بريطانيا، ثم كانت لديه الفرصة في السنوات التي تلت عودته إلى صلالة لقراءة الكثير من الأفكار السياسية والفلسفية للعديد من المفكرين الذين شكلوا فكر العالم.
والسلطان قابوس متزوج من السيدة نوال بنت طارق، وليس له أبناء وله ثلاث أخوات بنات، وهناك أعضاء ذكور في العائلة العمانية المالكة بمن فيهم أعمامه وعائلاتهم.
متابعة – التقرير