نشر موقع (لا للحرب) مقالة الأربعاء (1 أكتوبر 2014) للكاتبة رانية أميري تحت عنوان “حملة من خمسة أنظمة ملكية.. تحالف للدكتاتوريات والمستبدين”، تطرقت فيه الكاتبة إلى مشاركة خمس دول عربية – تجتمع في كون نظام الحكم فيها عائلي وراثي – في الحملة الدولية للقضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي.
ووصفت الكاتبة الأنظمة الحاكمة في كل من الأردن والسعودية والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة ب”الدكتاتورية والقمعية”، واعتبرت مشاركتها في الحملة المزعومة ضد عصابات “داعش” بأنها “سخرية الأقدار”.الكاتبة قالت بأن تلك الأنظمة الملكية الحليفة لأمريكا “من أسوأ الأنظمة المحرضة على الطائفية في المنطقة”، إلا أنها الآن في طليعة الجهود الرامية إلى تفكيك تنظيم هي “أسسته”، كما قالت.
وابتدأت الكاتبة مقالتها بالتطرق إلى التحريض الطائفي الذي قاده ملك الأردن عبدالله بعد سقوط نظام صدام حسين في العام 2003م، حيث حذر من ظهور “هلال شيعي” في الشرق الأوسط، وكان ذلك التحذير بمثابة “إثارة للذعر في جميع إمارات الخليج وخارجها، وتبشير لحمل السلاح لزعزعة استقرار العراق وسوريا بعد أقل من عشر سنوات”.
وفي معرض حديثها عن النظام في البحرين، قالت الكاتبة بأن هذا النظام يأتي في الصدارة على صعيد حملته الوحشية ضد الناشطين المؤيدين للديمقراطية والمصلحين مستغلا سلطاته غير المحدودة “لممارسة الظلم بوقاحة وأمام أنظار حلفائه الغربيين”، مشيرة إلى ممارسات التعذيب والمحاكمات الصورية والاعتقالات التعسفية، وسحب الجنسية والترحيل وحجب وسائل الإعلام في ظل الحرمان الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الذي طال أمده.الكاتبة أشارت إلى اعتقال اثنين من أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان في البلاد، وهم كل من عبد الهادي الخواجة، مؤسس مركز البحرين لحقوق الإنسان ونبيل رجب الرئيس الحالي للمركز.
وأوضحت الكاتبة، ونقلا عن نبيل رجب، قوله بأن معارضة الأغلبية الشيعة في البحرين للأسرة الحاكمة لا يعود لكونها سنية، بل بسبب سياساتها القمعية وسلوكها وتصرفاتها “معتبرا بأن أسرة آل خليفة الحاكمة ” تسعى لتصوير الصراع على إنه شيعي سني، ولكننا لسنا ضد أهل السنة”، كما قال رجب.وتضيف الكاتبة نقلا عن وصف نبيل رجب ووصفه للتمرد بأنه “ضد عائلة تحكم قبضتها على السلطة”، وسعيا من أجل تقاسم السلطة مع عائلة واحدة أبقت رئاسة الوزراء بيد شخص واحد ولأكثر من أربعين عاما.
وأضاف رجب قائلا “بأننا شعب متحضر وللأسف تحكمنا قبيلة، ولا يمكن لهذا الحكم أن يستمر وحان وقت الديمقراطية والعدالة واحترام حقوق الإنسان”.
ومضت الكاتبة في مقالتها مستعرضة واقع دولتين خليجيتين أخريين تشاركان في التحالف الدولي ضد داعش، وهما كل من السعودية وقطر، ووصفت نظامي الحكم فيهما “بالمتناحرين والمتنافسين على النفوذ في منطقة الشرق الوسط”. إذ اعتبرت أن التنافس بينهما، والذي بدأ إعلاميا من خلال بعض المحطات التلفزيونية كالجزيرة والعربية، تحول إلى تنافس “أكثر شرا من خلال التنافس على تمويل الجماعات المسلحة المتطرفة”.واستطردت الكاتبة مشيرة إلى تخلي قطر عن الإخوان المسلمين ودعمها لجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة بدلا منهم، ومقابل تنظيم داعش المنافس الذي تعتبره الكاتبة وليد الفكر السعودي.
واستشهدت الكاتبة بمقال للكاتب باتريك كوكبرن في جريدة الإندبندنت البريطانية أوضح فيه تواطؤ السعودية مع تنظيم داعش لاحتلال مناطق في شمال العراق مؤخرا.الكاتبة وصفت تنظيم داعش بالمجموعة التكفيرية التي تعتبر كل شخص لا يشاطرها فكرها “مستحقا للقتل” وخاصة المسلمين الشيعة والعلويين والمسيحيين واليزيديين. واعتبرت الكاتبة أن المذهب الوهابي الرسمي في السعودية “على بعد خطوة من الفكر التكفيري”.
وأشارت إلى سياسات التهميش التي تمارس ضد الشيعة في السعودية وإلى دعوات بعض المشايخ الوهابيين إلى اعتبار الشيعة غير مسلمين مما “يمهد الأرضية لممارسات تنظيم داعش”.وفي هذا السياق، تشير الكاتبة رلى دولة الإمارات العربية المتحدة والتي اتهمتها بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية في معارضة بعض الأحزاب السياسية وخاصة جماعة الإخوان المسلمين. وأوضحت إلى أنها وجنبا إلى جنب مع المملكة العربية السعودية وباكستان، من الدول الوحيدة التي اعترفت رسميا بنظام حكم طالبان في أفغانستان الذي ترعرعت في ظله التنظيمات الإرهابية في المنطقة.
وأشارت الكاتبة إلى سمعة الإمارات السيئة في تضييق الخناق على كل أشكال المعارضة، وإلى ترحيل المغتربين اللبنانيين الشيعة من البلاد على أسس طائفية.الكاتبة رأت أن أمريكا فخورة في وقوفها إلى جانب هذه الدول للدفاع عن الأمن، كما صرح الرئيس الأمريكي أوباما الذي قال” إن هذه ليست معركة أمريكا وحدها بل إن الشعوب والحكومات في منطقة الشرق الأوسط يرفضون تنظيم داعش”.
غير أن الكاتبة تصف إدعاء اوباما بوقوف الشعوب مع حكوماتها “بالسذاجة”، فهذه الشعوب وبحسب الكاتبة لا ترفض تنظيم داعش فحسب بل” ترفض تلك الممالك الخمسة وجميع مكائدها ومخططاتها”. وفي ختام مقالتها تنبأت الكاتبة بفشل الحملة الحالية للقضاء على تنظيم داعش لأن تلك الدول الخمسة ساهمت بشكل مباشر وغير مباشر في صناعة هذا الوحش”، على حدّ وصفها.