سخرت السفارة الأميركية في دمشق من وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، بعد أن “اصطادته” بصورة يبدو فيها وهو يلقي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، وكانت بالجرم المشهود، لأنه ظهر فيها كمحارب في مقبرة، أي بقاعة خالية معظم مقاعدها من المستمعين، وربما بنسبة 90 % وأكثر.
الحضور البارز في القاعة كان فقط لأعضاء الوفد الروسي، طبقاً لما يبدو من الصورة التي نشرتها له وكالة “سانا” السورية للأنباء في موقعها الإلكتروني، وفيه عاينتها السفارة الأميركية، وعلى السريع نشرتها في حسابها بموقع “فيسبوك” التواصلي، مرفقة بعبارة شهيرة يطلقونها بالإنجليزية على من يتحدث بما لا يهم، وأمام عدد قليل جدا من المستمعين: “مقاعد فارغة لكلام فارغ”.
الصورة، وأيضا عبارتها Empty Chairs for Empty Words الإنجليزية، حظيت باهتمام كبير من “الفيسبوكيين” العرب، ممن أعجب بها 663 منهم، وفوقهم 210 أعادوا نشرها مع تعليق السفارة الساخر عليها، من دون معرفة ما إذا قام المصور بالتقاط الصورة في بداية إلقاء المعلم لكلمته، لذلك لا ندري كيف أصبحت القاعة بعد دقائق من بداية كلامه، فربما غادر مقاعدها معظم من ظهروا في الصورة على قلتهم.
وكانت “سانا” احتفت “بتمكن المعلم من الذهاب إلى نيويورك، واعتبرته انتصارا دبلوماسيا”. إلا أن مراقبين لهذا الاحتفاء اعتبروه خداعا من النظام جديدا، لأن واشنطن لا يمكنها منع وفود الدول المتوجهة إلى الأمم المتحدة من دخول أراضيها مهما كان موقفها منها، لذلك فوصوله إلى المدينة وإلقاؤه كلمة بمقر الأمم المتحدة ليس فيه أي انتصار على الإطلاق.