لا تزال وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي تحت وقع المفاجأة التي فجّرها وزير الخارجية جبران باسيل في نيويورك عندما سأل قبل اجتماعه بوزير خارجية الامارات عن القائمة اللبنانية بالأعمال في الامم المتحدة كارولين زيادة، قائلاً للوزير الاماراتي مع اشارة مسيئة بيده «كارولاين …غير شكل».
وقد تناقل البعض على مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيسبوك» و»واتساب» حركة الوزير باسيل التي كان يسجلها أحدهم على هاتفه.
وقد استنكرت 11 جمعية وهيئة في بيان، الصورة التي «نشرت في وسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي وتمثل وزير خارجية لبنان في مبنى الامم المتحدة في نيويورك خلال اجتماعه بوزير خارجية دولة الامارات العربية المتحدة متوجهاً بالكلام لوزير خارجية الامارات وهو يرسم بيديه شكل امرأة وينادي في الآن عينه على القائمة بالأعمال في هيئة الامم في نيويورك الاستاذة كارولين زيادة، مما يذكّرنا بالإرث الذكوري التاريخي الذي ينظر إلى المرأة وكأنها ما زالت في عصر الحريم، وقد شكّل ذلك صدمة لدى المجتمع المدني ومؤسساته في لبنان».
ولفت البيان، الى ان «ما صدر عن الوزير باسيل يعتبر انتهاكاً لحقوق المرأة وكرامتها الانسانية. وهو عنف لفظي ومعنوي موصوف. ونحن كهيئات نسائية تخوض معركة حق المرأة في الوصول والمشاركة في مواقع القرار السياسي والحياة العامة الذي وصلت اليه السيدة كارولين زيادة».
ورفض بـ»شدة ما تعرضت له السيدة كارولين زيادة التي نعتبرها رمزاً لنجاح النساء في السلك الدبلوماسي، ونعتبر ما حصل تعرضاً واضحاً لنضال المجتمع المدني والنسوي من اجل تغيير الصور النمطية التي ابتكرها المجتمع الذكوري وما زال يتداولها. ونضع هذه الواقعة بين ايدي الحكومة ورئيسها دولة الرئيس تمام سلام ونسأل هل هذا هو موقف حكومة لبنان من المرأة اللبنانية؟ وهل وزير الخارجية جبران باسيل يمثل موقف الحكومة؟».
وطالب البيان «الوزير باسيل بالاعتذار العلني من السيدة كارولين زيادة اولاً ومن النساء اللبنانيات اللواتي أهن من خلالها».
يشار الى ان الجمعيات والهيئات الموقعة على البيان هي: اللجنة الاهلية لمتابعة قضايا المرأة، مؤسسة ابعاد، المعهد العربي لحقوق الانسان، المنتدى الديمقراطي للنساء في المجتمعات الانتقالية ـ مجموعة لبنان، نساء رائدات، حزب الخضر، جمعية تنمية الموارد المحلية، التجمع النسائي الديمقراطي اللبناني، الجمعية اللبنانية لمناهضة العنف ضد المرأة، سمارت سنتر للإعلام والمناصرة ومؤسسة عامل الدولية.
وكان البعض طالب برفع دعوى ضد باسيل بحجة التحرش الجنسي، وأتهمه آخرون بعدم المسؤولية وبالاستهتار.
وعرضت قناة «MTV» تقريراً عن الموضوع، وقالت «ارتكب باسيل فظاعةً دبلوماسيّة من العيار الثقيل، إذ حوّل القائمة بأعمال بعثة لبنان في الأمم المتحدة إلى مادة للدعابة أمام نظيره الإماراتي».
وكثرت التعليقات على «فيسبوك» عن الامر وكتب أحدهم «لبنان بلد السياسة الخارجية الناجحة مع شارل مالك وفؤاد بطرس وغسان تويني إنهارت سياسته الخارجية مع جبران باسيل».