قال موقع “هافينجتون بوست” الأمريكي إن استمرار بقاء الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في الدوحة، يدلل على أن مطالبة قطر لعناصر من الإخوان بمغادرة أراضيها مجرد “لفتة شكلية”.
جاء ذلك في إطار مقال مطول للباحث جيمس دورسي تحت عنوان ” الإمارات تسعى، في إطار حرب بالوكالة، إلى إلحاق أضرار أكثر بصورة قطر المشوهة بالفعل”، متطرقا إلى الصراع بين الدولتين الأسيويتين.
ووصف دورسي القرار القطري بمطالبة عدد من أنصار الإخوان بمغادرة أراضيها، بأنه مجرد “لفتة شكلية” كونها لم تقم بإلغاء تأشيرات الإقامة الخاصة بهؤلاء الأشخاص، كما أن أعضاء عائلات بعض عناصر الإخوان المغادرة لقطر ما زالوا يعيشون في الدوحة، بحسب الباحث.
وأشار إلى أن ما يدلل على ذلك أيضا هو استمرار وجود الشيخ يوسف القرضاوي، في قطر، رغم علاقته الوطيدة مع جماعة الإخوان، ولفت إلى رفض قطر ضغوطا لطرد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، الحركة المسيطرة على قطاع غزة، والمعروف عنها قربها من الإخوان.
وتطرق المقال إلى الحرب الدعائية بين الدوحة وأبو ظبي قائلا: ” الإمارات وقطر أصبحتا حبيستي حرب دعائية، باستخدام وكالات العلاقات العامة، ومنظمات تعمل كواجهة لحروب بالوكالة، تأتي بنتائج عكسية على كلتا الدولتين”.
وأضاف أن تسريبات هذه الحرب تضرب صورة قطر في وقت تعاني خلاله الدولة الأسيوية من ادعاءات تتعلق بمخالفات ملف استضافة مونديال 2022..
وتابع دروسي: ”وبالمقابل، تسعى الإمارات إلى دعم صورتها عبر خلق شبكة من جماعات حقوق الإنسان، والترويج لمشاركة مقاتلة إماراتية في قصف تنظيم الدولة الإسلامية،مشيرا إلى أن التوتر بين الدولتين يمتد لأكثر من عام.
ملامح الصراع، بحسب الباحث، تمثلت في عمليات احتجاز وحبس نفذتها السلطات الإماراتية ضد مواطنين قطريين، باتهامات تتعلق بالتجسس،ووصفت منظمة العفو الدولية أحد المعتقلين بأنه “سجين ضمير”، كما سحبت أبو ظبي سفيرها لدى الدوحة في وقت سابق من العام الجاري، وكذلك فعلت السعودية والبحرين.
وعزا الكاتب ذلك التصدع الدبلوماسي بين الدولتين الأسيويتين إلى عدم توقف قطر عن دعم جماعة الإخوان المسلمين، غير أنه أشار إلى أن عداء الإمارات تجاه الدوحة يسبق الأزمات الراهنة في الشرق الأوسط.
وتابع دورسي: “الإمارات احتلت مقعد القيادة في الأسابيع الأخيرة، ، في مواجهة الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية في ليبيا، بالتعاون مع حكومة الجنرال الذي أصبح رئيسا عبد الفتاح السيسي، كما أصدرت محاكم إماراتية أحكام سجن مشددة على عناصر إخوانية، عبر إجراءات قانونية قوبلت باستياء الجماعات الحقوقية.
وتحاول أبو ظبي الترويج لذاتها في صورة الدولة التقدمية، عبر التأكيد على قيادة الرائد مريم المنصوري، السرب الإماراتي في ضرب داعش ضمن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، وانتشر فيديو المنصوري كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن نشرته وكالة أنباء “وام” الإماراتية.
واستغلت أبو ظبي الواقعة للترويج على أنها من الدول العربية القليلة التي تسمح للنساء لاحتلال مكانة عسكرية بارزة.
ووصف الباحث الرد القطري على الحملة ضدها بأنه “قليل جدا ومتأخر جدا”، وتبدو الدولة القطرية أقل استعدادا من خصومها للخوض في حملة علاقات عامة باهظة الثمن، أو التعاقد مع شركات لوبي.
وأضاف أن الاتهام الأمريكي لأربعة رجال، ذوي علاقات مع قطر، بتمويل جماعات جهادية، ووصفهم بـ “الإرهابيين الدوليين” زاد من سوء وضع الدوحة.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد ادعت أن الإمارات قد تعاقدت مع شركة “كامستول جروب” إحدى شركات اللوبي الأمريكية بهدف بث قصص خبرية مناهضة لقطر في الإعلام الأمريكي، وهي الشركة التي يديرها مسؤولون سابقون في الخزانة الأمريكية، كانوا مسؤولين عن العلاقات مع دول الخليج وإسرائيل، ومناهضة تمويل الإرهاب.
واستطرد المقال: ” الجهود الناجحة لتصوير قطر كممول للإرهاب تتوافق مع حملة مشابهة تشنها إسرائيل، تدعو إلى حرمان قطر من استضافة مونديال 2022، بسبب دعمها لحماس.
المعارضة الإماراتية لقطر والإخوان المسلمين، بحسب الباحث، يعود إلى عقد على الأقل، حيث كشفت برقية مسربة من ويكيليكس تحذيرات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عام 2004 لدبلوماسيين أمريكيين من أن “قطر جزء من الإخوان المسلمين”، وأضاف: ” نخوض حربا ثقافية مع الإخوان المسلمين في هذا البلد”، وأضاف: ” 90 % من موظفي الجزيرة من جماعة الإخوان”.