قال موقع “إيماسك” الإماراتي المعارض بأن وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش، أطلق الخميس (25/9)، تصريحاً تحذيرياً “خطيراً”، هز فيه أركان الأمن في دولة الإمارات العربية المتحدة، عندما نبّه من أن تعرّض الإمارات لعمليات “انتقامية” أمر وارد، ما يعني أن شبكة الأمن اهتزت بقوة وهزت معها مخاوف المواطنين منذ أن أعلنت الدولة شن حروب خارجية.
واضاف الموقع: حروب اختارت الإمارات أن تكون “رأس حربة” في محاربة “عدو بعيد”، صُنع صناعة لأسباب دينية أو سياسية أو حتى لمصالح دولية. فماذا يعني أن تخرج الطائرات الإماراتية لتقصف مدينة طرابلس الليبية، ليس ذلك فقط، بل لتستهدف مجموعات فصائلية إسلامية نجحت، إلى جانب فصائل أخرى، في التخلص من معمر القذافي، وكل ذلك دعماً لطرف على حساب طرف آخر له علاقات قوية مع الإمارات.
ونوه الموقع بأن المخاطر الناجمة عن سياسات إستراتيجية وخطيرة اتخذت دون أي استشارة لهؤلاء المواطنين، الذين غلبت عليهم الصدمة جراء الفعل العسكري غير المعتاد لدولتهم، وللمفارقة هي تحركات ضد جهات في دول عربية.
وتساءل الموقع ماذا يعني أن تكون الإمارات قاعدة انطلاق للهجمات التي يشنها التحالف الدولي ضد “تنظيم الدولة”، المعروف إعلامياً بـ “داعش”، والمشاركة العسكرية الفعلية في ذلك، رغم أنه على الأقل لم يشكل التنظيم تهديداً لدولة الإمارات، في وقت هناك “عدو” أولى بالطلعات الجوية، لا سيما وإن ثلاث جزر إماراتية مازالت محتلة من قبل إيران منذ عشرات السنين، دون أن تحرك الطائرات جناحيها للذود عن الأرض المحتلة.
واضاف متسائلا: فما الغاية من هذا التحذير؟ خصوصاً وأن ثمنه سيكون غالياً على الدولة، فما تقوم به حالياً من جذب للسياح وضخ المليارات في الاستثمارات، سيتأثر بشكل أو بآخر بأي “تهديد” قد تتعرض له استثماراتهم، خصوصا إن جاء التحذير من مسؤول، ونابععكما هو مفترض من معلومات أمنية وعسكرية دققيقة.
وأكد الموقع أن ما يمكن أن يُقال هنا أن الطائرات التي خرجت تحت جنح الظلام لتقصف مجموعات في ليبيا ومسلحين في سوريا، وضعت الإمارات بسكانها واستتثماراتها واقتصادها في دارة الخطر، بل أصبحت التحركات – بعد هذا التصريح التحذيري – لها حسابها، وكأن هناك حالة “حرب باردة” تعيشها الدولة. منذ أن شاركت طائرات إماراتية في قصف ليبيا، خرجت الجهات التي تعرضت للقصف لتهدد وتتوعد بـ “الانتقام” من الإمارات بسبب تدخلها في الشأن الليبي عسكرياً، الأمر ذاته حصل بعد أن شاركت القوات الجوية الإماراتية في شن العديد من الغارات ضد تنظيم الدولة وجبهة النصرة في سوريا، ما حذا بالتنظيمين أن يطلقا تهديدات برد عنيف ومزلزل في الدول المشاركة في التحالف الدولي، ومن بينها الإمارات.
ختم الموقع قائلا: أضف إلى ذلك كله، أن هناك قناعة إماراتية رسمية بأن الحرب العسكرية ضد “الإرهاب” فشلت وستبقى فاشلة في القضاء عليه، حيث لا بد من انتهاج سياسيات مختلفة، الا أنها بالغالب تنفذ خلاف ما تنادي به.