“لما كنت صغير وكان حد بيضربني كنت بقوله لما أكبر هضربكم”، بهذه العبارات رد الرئيس عبدالفتاح السيسي على هجوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضده في كلمته التي ألقاها الأربعاء الماضي أمام الدورة الـ69 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
الكلمات التي أثارت سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي يبدو أن السيسي سيترجمها إلى أفعال من خلال اتخاذ مجموعة من الخطوات للرد على هجوم أرودغان، بعد أن عاد لوصفه خلال مؤتمر اقتصادي بتركيا أمس بـ “الانقلابي”، في مقدمتها فتح قنوات اتصال مع المعارضة التركية، وتوطيد العلاقات مع دول الجوار لتركيا، وخاصة قبرص استغلالًا لأجواء العداء بين البلدين.
وتحضر وزارة الخارجية المصرية لعقد مؤتمر خلال الأيام المقبلة بين الرئيس السيسي وقادة عدد من الدول المجاورة لتركيا، وعلى رأسها قبرص واليونان، وذلك لتعزيز التعاون الثنائي بين القاهرة وهذه الدول، والعمل على محاصرة أردوغان لإجباره على وقف هجماته ضد مصر.
وأكد الدكتور يسري العزباوي الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بـ “الأهرام” أن تقارب مصر مع دولتي قبرص واليونان “مهم جدًا في هذا التوقيت موضحًا أن هاتين الدولتين لديهما نشاط حقيقي في منطقة حوض البحر المتوسط.
وأضاف العزباوي أن “هناك توترًا واضحًا جدًا بين اليونان وقبرص من جانب وتركيا من جانب آخر، بسبب المحاولات التركية لتمرير فكرة الدولة القبرصية التركية، إلا أن هناك رفضًا مصريًا وإماراتيًا لهذا الأمر، والتقارب بين الدول الثلاث إلى جانب دعم دول أخرى مثل الإمارات سيؤدي إلى حصار الأفكار التركية”.
فضلاً عن ذلك، أشار العزباوي إلى أن مصر ستربح على المستويات الاقتصادية والاجتماعية وكافة المستويات بسبب التقارب القبرصي اليوناني المرتقب بالإضافة إلى أن هذه الدول ستخدم مصر علي المستوي الأوروبي تحديدًا والإقليمي بوجه عام.
وانتقد الرئيس التركي، سماح الأمم المتحدة للسيسي -دون أن يذكره بالاسم- بإلقاء كلمة من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتساءل خلال كلمة ألقاها في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في إسطنبول إذا كانت الأمم المتحدة “مكانًا مناسباً لكي يلقي فيه الانقلابيون خطاباتهم؟”.
وأدانت وزارة الخارجية المصرية ما ورد في خطاب الرئيس التركي بشأن الأوضاع في مصر، ووصفت تصريحاته بأنها “أكاذيب، واتهمته بأن سياساته في تركيا “بعيدة عن الديمقراطية الحقيقية”.
وكانت القاهرة أعربت الأسبوع الماضي عن استيائها واستنكارها البالغين من كلمة الرئيس التركي التي ألقاها الأربعاء الماضي أمام الدورة الـ69 للجمعية العامة.
يأتي ذلك في الوقت الذي دعت فيه أحزاب مقربة من الرئيس السيسي، قيادات حزب “الشعب الجمهوري” التركي المعارض لأردوغان لزيارة مصر عقب إجازة عيد الأضحى المبارك من أجل دعم تلك الأحزاب المعارضة للرئيس التركي، بهدف الضغط عليه.
وقال عبدالنبي عبدالستار، المتحدث الإعلامي لحزب “الغد”، إن “حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض للرئيس رجب طيب أردوغان يخوض حاليًا معركة سياسية وإعلامية وشعبية من أجل مصر”.
ودعا عبدالستار، الأحزاب والقوى السياسية المصرية إلى دعم المعارضة التركية المدافعة عن العلاقات بين القاهرة وأنقرة وتهاجم أردوغان بقوة من أجل مصر، موضحًا أن الحزب بمشاركة أحزاب أخرى دعا قيادات المعارضة التركية للحضور إلى القاهرة عقب إجازة عيد الأضحى.
وكان يونس سونر رئيس قسم العلاقات الدولية بحزب العمال التركي المعارض أعرب عن استيائه مما ورد من عبارات سلبية مسيئة لمصر خلال كلمة الرئيس التركي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، مشيرًا إلى أن حزبه يدعم عودة العلاقات مع مصر إلى حالتها الطبيعية ويرفض بشكل تام ما قاله أردوغان.
يشار إلى أن العلاقة بين القاهرة وأنقرة شبه منقطعة منذ إطاحة الجيش بالرئيس المعزول محمد مرسي في الثالث من يوليو 2013 عقب احتجاجات شعبية واسعة. و سلطات مصر السفير التركي بالقاهرة في نوفمبر الماضي بسبب رفض أنقرة “الانقلاب”، وهو ما ردت عليه تركيا بالمثل.
(المصريون)