أثارت محطة تلفزيونية لبنانية تعليقات حادة تتهمها بالعنصرية، حيث طرحت استفتاء حول رفض بيع السوريين من المحلات التجارية.
ووضعت محطة “إل بي سي” سؤالا للتصويت على موقعها يقول: “هل تؤيّد عدم بيع السوريّين من محالنا التجاريّة للتضييق عليهم؟”.
وعلق إعلاميون وناشطون سوريون على سلوك المحطة، متهمين إياها بإثارة النعرات العنصرية، فيما دعا آخرون لتحريك دعوى قضائية ضد المحطة.
وسبق للمحطة أن اتهمت بالتعامل بعنصرية مع السوريين، حيث قامت العام الماضي بالسخرية من زيارة للممثلة الأمريكية وسفيرة النوايا الحسنة للأمم المتحدة، أنجلينا جولي؛ لمخيمات اللاجئين في لبنان، حيث عرضت مقطعا تمثيليا ساخرا يتضمن إيحاءات جنسية. وهو ما دفع رابطة الصحفيين السوريين لتقديم احتجاج لدى إدارة المحطة حينها دون أن تتلقى الرابطة أي رد، بحسب أحد أعضاء الهيئة الإدارية في الرابطة.
ويشار إلى أن المحطة التي هي محل نزاع قضائي حول ملكيتها بين حزب القوات اللبنانية ومديرها الحالي بيار الضاهر؛ مملوك في حصية كبيرة منها من قبل الأمير السعودي الوليد بن طلال.
ويأتي مثل هذا السؤال بينما تتصاعد الحملة المناهضة للاجئين السوريين في لبنان، بالتزامن مع حملة عسكرية يشنها الجيش اللبناني ضد مخيمات اللاجئين في بلدة عرسال الحدودية مع سورية، بحجة ملاحقة عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) وجبهة النصرة اللذين يحتجزان جنودا لبنانيين. وأظهرت صور وتسجيلات فيديو قيام عناصر الجيش اللبناني بحرق خيام اللاجئين في عرسال خلال مداهمات الأسبوع الماضي، مع اعتقال نحو 450 لاجئا سوريا بشكل عنيف حيث ظهروا مقيدي الأيدي وممدين على وجوههم في أرض زراعية. كما ذكرت نساء أنهن تعرضن للضرب والمعاملة العنيفة خلال الاقتحام. كما أظهرت تسجيلات سابقة عمليات تعذيب وسوء معاملة لاجئين سوريين جرى احتجازهم من قبل الجيش، في حين اعتبر الجيش أن الحالة تمثل سلوكا فرديا من قبل عناصر الجيش، قبل أن تتكرر مجددا بشكل أوسع.
وتنتشر دعوات تستهدف السوريين في لبنان بحجة أن وجودهم يشكل خطرا أمنيا، ويضغط اقتصاديا وبيئيا على لبنان. كما صدرت ادعاءات بأن وجود السوريين يغيّر التركيبة الديموغرافية في لبنان.
وقامت بعض البلديات بالطلب من السوريين بمغادرة حدود إدارتها، فيما فرضت أخرى حظرا للتجول على السوريين في ساعات المساء، في حين أعلنت الحكومة اللبنانية عن بدء إنشاء مخيمات على الحدود لإيواء اللاجئين.
واللافت أن قضية اللاجئين السوريين توحد القوى المؤيدة وتلك المناهضة للنظام السوري، حيث يسري الاعتقاد بأن كلا الفريقين يسعى لتوظيف القضية سياسيا.