نشر موقع “ايلاف” السعودي مقالاً تحت عنوان “الدوحة وتنظيم الدولة: تقصفه باليمنى وتموله باليسرى” تناول فيه تقريراً لوزارة المالية الأميركية كشفت فيه أن قائداً عسكرياً كبيراً في تنظيم “داعش” جمع مليوني دولار من متبرع في قطر، لتنفيذ عمليات عسكرية.
كما أكد مصدر في البيت الأبيض في الوقت نفسه أن قطر عضو في “التحالف الدولي ضد داعش”، وانها ستعمل الآن مع الولايات المتحدة للتأكد من أن دعم “المعارضة السورية لا يذهب إلى المتطرفين”.
وكانت وزارة المالية الأميركية اعلنت اسم مواطن قطري آخر، قالت إنه يقوم بدور الوسيط بين القيادة المركزية لتنظيم “القاعدة” في باكستان، وممولين في منطقة الخليج. واعتقلت الولايات المتحدة شخصاً ثالثًا، وصفته بأنه “إرهابي دولي”، اثناء محاولته السفر إلى قطر، ومعه آلاف الدولارات لتصل إلى تنظيم القاعدة.
وتأتي اتهامات وزارة المالية الأميركية هذه بعد تحقيق نشرته صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية عن قطريين ضالعين في تمويل وتسليح جماعات “جهادية” في سوريا، ومقاتلين اسلاميين شاركوا في السيطرة على مدينة الرقة، وفي اعلانها عاصمة لـ”دولة الخلافة الاسلامية”.
كما توجه هذه الاتهامات إلى قطر بينما تشارك طائرتا “ميراج” قطريتان، مع مقاتلات تابعة لدول خليجية أخرى، في الغارات الجوية ضد “داعش”. إلى ذلك، يتم تنسيق العملية الجوية برمتها في مقر القيادة العسكرية الاميركية بقاعدة العديد، خارج العاصمة القطرية الدوحة.
وأثارت الأدلة المتعلقة بدور قطريين في تمويل “داعش” قلقًا في الغرب من سياسة قطر، التي تملك استثمارات كبيرة في دول اوروبية كبريطانيا، حيث تملك مخازن هارودز وبرج شارد، اعلى مبنى في اوروبا، على سبيل المثال لا الحصر.
ونقلت صحيفة “ديلي تلغراف” عن النائب المحافظ في مجلس العموم البريطاني ستيفن باركلي قوله: “هذه المعلومات الجديدة تؤكد ضرورة أن تثبت قطر بوضوح التزامها بمكافحة تدفق المال الذي ساعد في إحكام قبضة “داعش”، وهناك حاجة إلى التحرك ضد المتواطئين في إيصال هذا التمويل، والضالعين فيه بصورة مباشرة”.
كما كشفت وزارة المالية الأميركية أن المواطن القطري ابراهيم البكر حلقة وصل اساسية بين قيادة تنظيم القاعدة في باكستان وممولين في الخليج الفارسي، ويُعتقد أن البكر موجود الآن في منطقة شمال وزيرستان القبلية في باكستان.
وثمة آخرين ادرجتهم وزارة المالية الأميركية على قائمة “الارهابيين الدوليين”، هم عمر القطري، وهو اردني أُلقي القبض عليه في مطار رفيق الحريري بالعاصمة اللبنانية بيروت، اثناء محاولته السفر إلى قطر ومعه “حقيبة مليئة بآلاف الدولارات، كان يُراد إيصالها لتنظيم القاعدة”، بحسب تقرير صادر عن السلطات الاميركية.
واعرب مسؤولون اميركيون، عبر قنوات خاصة، عن قلق يساورهم من دور قطر في تمويل جماعات متطرفة في سوريا. لكن قرار قطر المشاركة في الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد “داعش” أسفر عن تخفيف الضغط على الدوحة، كما يبدو، خصوصًا أن مصدرًا في الادارة الميركية اكد أن قطر عضو فاعل اليوم في “التحالف الدولي ضد داعش”.
من جهة أخرى، نقلت “ديلي تلغراف” عن دانيل بايمان، الباحث في معهد بروكنز، قوله إن قطر سمحت لمواطنيها بجمع المال لحركات مسلحة متطرفة، “وإن قطريين، لبعضهم ارتباطات بحكومة الدوحة، هم الذين في احيان كثيرة يوفرون التمويل للمسلحين، لكن هذا لا يعني تبرئة الحكومة”، وأضاف بايمان: “الدوحة لم تعرقل حصول هذا التمويل، وهناك كثيرون يعتقدون أن الحكومة القطرية سمحت به”.