رأى موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، أن استيلاء المتمردين الحوثيين الشيعة على العاصمة اليمنية صنعاء، بمثابة “هدية” لطهران، وفرصة لتوسيع النفوذ الإيراني في شبه الجزيرة العربية.
وليس من الواضح ماهية العلاقات التي تربط بين الحوثيين وإيران ذات الحكم الشيعي، غير أن طهران ستكون بلا شك سعيدة بهذه الخطوة التي تعرض آفاقًا لتوسيع نفوذها في شبه الجزيرة العربية، بحسب الموقع.
وتقع العاصمة صنعاء في المرتفعات الشمالية في المناطق ذات الأغلبية الشيعية، لكن بقية اليمن ذات أغلبية سنية، علاوة على أن مسلحي القاعدة لديهم وجود قوي في جنوب وشرق البلاد.
ومن أحد العوامل التعقيدية في السياسات اليمنية هو الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي أُجبر على الخروج من السلطة عقب انتفاضة 2011، حيث إنه ما زال يبسط نفوذه في البلاد، ويعتقد البعض أنه لعب دورًا في استيلاء المتمردين الحوثيين على صنعاء من خلال تحالفاته القبلية والأمنية، ولم يتضح بعد ما الذي ينتظره صالح في المقابل، على حد قول الموقع.
وقال إبراهيم شرقية، المحلل في معهد بروكينجز الدوحة: “ليس هناك دليل ملموس للتأكيد على الدعم الإيراني الرسمي للحوثيين، لكن من الواضخ أن الحوثيين يتلقون دعمًا هامًا من إيران”.
ويصر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وهو سني الأصل من الجنوب، على أن هناك “مؤامرات خارجية” تهدف إلى نسف التقدم في اليمن، قائلاً: “إن القوى المحلية والخارجية تحالفت للإطاحة بالنموذج اليمني من التحول السياسي بعد انتفاضة 2011”.
وجهة النظر هذه تدعمها التقارير الواردة هذا الأسبوع بشأن اتهام اثنين إيرانيين هما أعضاء في الحرس الثوري الإيراني الخاص بتدريب المتمردين الشيعة في اليمن، وتخشى الولايات المتحدة، تنظيم القاعدة في اليمن، أكثر من النفوذ الإيراني، الكلام للموقع.
ويرى المحلل شرقية، أن أمريكا اختارت استيعاب توسع النفوذ الإيراني في اليمن لسببين: الأول هو الافتقار لاستراتيجية بشأن مقاومة هذا النفوذ المتزايد، والثاني هو التزام واشنطن بنهجها الأمني التقليدي الذي يرجح مكافحة الإرهاب على أي جانب آخر في علاقاتها مع الشرق الأوسط.
وتعتبر الولايات المتحدة، فرع تنظيم القاعدة في اليمن بأنه الأخطر، ولذلك تشن حربًا بالطائرات بدون طيار ضد قيادات التنظيم هناك منذ سنوات، بدعم من الرئيس السابق صالح والرئيس الحالي هادي.
وقال نيل بارتريك، محلل خليجي في المعهد الملكي للخدمات المتحدة لدراسات الدفاع والأمن، إن إيران تنظر إلى الحوثيين على أنهم ورقة ضغط على السعودية ودليل على النفوذ الإقليمي.