أكد موقع “انترسبت” الأمريكي ما نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاقد مع شركة استشارات أمريكية تدعى “كامستول جروب” “Camstoll Group” لكي تقوم نيابة عنها بدفع أموال لصحفيين لكتابة مقالات في الصحف العالمية تهاجم دولة قطر وتتهمها بدعم الإرهاب وجمع الأموال للجماعات المرتبطة بالقاعدة.
وقال الموقع إن دولة قطر أصبحت هدفا لعداء دولتين لهما تأثير كبير في الولايات المتحدة هما إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، موضحا أن إسرائيل غاضبة بسبب دعم قطر للفلسطينيين و “حماس، في حين أن الإمارات-التي أيدت ما وصفه الموقع بالانقلاب العسكري في مصر- مستاءة من الدعم القطري لجماعة الإخوان المسلمين والإسلاميين في ليبيا.
وأضاف الموقع: شنت إسرائيل والإمارات حملة جديدة في الغرب لتشويه صورة القطريين واتهامهم بأنهم “الداعم الرئيس للإرهاب”، مشيرا إلى أن الإمارات وضعت استراتيجية أكثر سرية من خلال دفع ملايين الدولارات لشركة Camstoll التي يعمل بها مسؤولون سابقون رفيعو المستوى في وزارة الخزانة الأمريكية، والذين قاموا بالتعاقد مع أصدقائهم الصحفيين والإعلاميين لنشر مقالات وتقارير تهاجم قطر.
وكشف الموقع عن أن شركة Camstoll Group تأسست في 26 نوفمبر 2012 على يد مالكها الوحيد ماثيو ابشتاين، المعروف بمعاداته للمسلمين، والذي شغل منصب الملحق المالي لوزارة الخزانة الأمريكية في السعودية والإمارات.
وأشار إلى برقية دبلوماسية مسربة نشرها موقع “ويكيليكس” تعود لعام 2007 تكشف تفاصيل اجتماع إبشتاين مع مسئولين إماراتيين رفيعي المستوى في أبو ظبي كانوا يخططون لقطع المعاملات المالية والمصرفية الإيرانية، وهم نفس المسئولين الإماراتيين الذين يدفعون لشركته الآن ملايين الدولارات لمهاجمة قطر.
ويشير الموقع إلى أن مدير Camstoll Groupهو هوارد مندلسون، وعمل مساعدا لوزير الخزانة، وتولى مسؤوليات سياسية وافرة تشمل الإمارات، وكشفت برقية مسربة نشرها موقع “ويكيليكس” عام 2010 أنه التقى مع مسئولين كبار من جهاز الأمن الوطني بالإمارات والإدارة العامة لأمن الدولة في دبي بشأن التنسيق لقطع التمويل عن “طالبان”، وتولى إدارة الشركة بعده بنيامين شميت، والذي- وفقا لبرقية دبلوماسية عام 2009- عمل مع إسرائيل للسيطرة على تمويل الفلسطينيين، ثم جاء بعده بنيامين ديفيس، الذي عمل أيضا مع الإسرائيليين وكان الملحق المالي لوزارة الخزانة الأمريكية في القدس.
وأشار الموقع إلى أنه في 2 ديسمبر 2012، أي بعد أقل أسبوع من تأسيس Camstoll، أبرمت الشركة الأمريكية عقدا مع أحد الكيانات المملوكة لأبوظبي، وبعد أسبوع تم تسجيل الشركة باعتبارها وكيلا أجنبيا يعمل باسم إمارة أبوظبي مقابل 400 ألف دولار شهريا، وتلقت بعد أسبوعين 4.3 مليون دولار، ثم 3.2 مليون دولار أخرى في 2013.
وتابع الموقع: نجحت شركة Camstoll إلى حد كبير في إنفاق ملايين الدولارات الإماراتية على صحفيين وكتاب مواليين لإسرائيل مثل: الكاتب إيلي ليك من مجلة “ديلي بيست” الأمريكية، والكاتبة آلانا جودمان من صحيفة “واشنطن فري بيكون” الأمريكية، والدبلوماسي الأمريكي الصهيوني إليوت ابرامز، وجينيفر روبين من صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، ومايكل روبن من معهد “أمريكان انتربرايز”، وإعلاميين بارزين مثل إيرين بيرنيت من شبكة “سي إن إن” ومارك هوسنبول من وكالة “رويترز”، وجوبي واريك من “واشنطن بوست” وجميعهم حرصوا على مهاجمة قطر واتهامها بدعم الإرهابيين.
وكشف الموقع: حين أعلنت إدارة أوباما عن خطة لإطلاق سراح معتقلي جوانتانامو إلى قطر نشرت “ديلي بيست” مقالا لإيلي ليك يصور قطر على أنها “صديقة للإرهابيين”، ثم ظهر الصحفي نفسه على قناة “فوكس نيوز” ليتهم قطر مجددا بتمويل القاعدة وحماس وجماعات أخرى.
وأضاف: أرسلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية مراسلتها أيرين بورنيت إلى الدوحة، ومن هناك بثت تقريرا خاصا بعنوان: هل قطر ملاذ لتمويل الإرهابيين؟ متهمة قطر بتقديم الدعم المالي لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
وتابع الموقع: في يوم 17 ديسمبر 2013 اجتمعت شركة Camstoll مع الكاتب والصحفي جوبي واريك، وفي اليوم التالي نشرت له صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية مقالا له يزعم أن الجمعيات الخيرية الخاصة التي تتخذ من قطر مقرا لها لعبت دورا بارزا في تمويل متطرفين إسلاميين في سوريا.
أيضا في قائمة الصحفيين الذين تلقوا أموالا من Camstoll مراسل صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية ديفيد كيركباتريك، الذي كتب تقريرا بالصحيفة قبل أسبوعين يشير خلاله إلى أن قطر وافقت ضمنيا على جمع تبرعات مفتوحة لأفرع تنظيم القاعدة.
واعتبر الموقع أن الهجوم الإعلامي المنسق على قطر عن طريق دفع أموال طائلة لمسئولين أمريكيين سابقين وأصدقائهم في الصحف والقنوات الإخبارية هو سلاح استخدمته الإمارات وإسرائيل لتنفيذ أجنداتهم المعادية لقطر.
وأشار إلى أن أحد البرقيات الخاصة بالحكومة الأمريكية والمسربة على موقع “ويكيليكس” كشفت عن أن دولة خليجية اخرى وليس قطر، هي الخطر الأكبر وأهم مصدر ومانح يقوم بتمويل الجماعات الإرهابية السنية في جميع أنحاء العالم.
بل إن مالك ومؤسس شركة Camstoll ابشتاين -قبل أن يتلقى الملايين من الإمارات- وجه أصابع الاتهام إلى هذه الدولة خلال جلسة لمجلس الشيوخ عام 2003 ووصفهم بالممولين الرئيسيين لتنظيم القاعدة والإرهاب المعادي لأمريكا.
كما أشار إلى برقية مسربة أخرى تعود لعام 2009 ونشرت على “ويكيليكس” اتهمت الإمارات نفسها بأنها إحدى الجهات المانحة المتورطة في تقديم دعم مالي لجماعات إرهابية بما في ذلك تنظيم القاعدة وحركة طالبان وجماعات أخرى.