أثارت تصريحات الرئيس الإيراني استياءً واسعا في اليمن، بعد تأكيده علي دعم سيطرة الحوثي على العاصمة، كما خرج عشرات الآلاف من مليشيات الحوثي وأتصارهم في «جمعة النصر» احتفالا بالسيطرة علي صنعاء.
تظاهر عشرات الآلاف من مليشيات الحوثي ومؤيديهم في شارع المطار اليوم الجمعة، وذلك في ما أسموه بـ«جمعة النصر»، للاحتفال بسيطرتهم على العاصمة صنعاء.
وتأتي تلك الاحتفالات التي تنظم للمرة الثالثة منذ سيطرة مليشيات الحوثي على العاصمة وسط انتقادات محلية ودولية واسعة للانتهاكات التي تمارسها المليشيات المسلحة والعناصر القبلية المتحالفة معها والمحسوبة على النظام السابق.
كما تأتي الاحتقالات في ظل استمرار اقتحام منازل عدد من القيادات والرموز السياسية، والمحلات التجارية والشركات الاستثمارية ومؤسسات وقنوات إعلامية ونهب محتوياتها، بحسب بلاغات صادرة عن منظمات حقوقية ونقابة الصحفيين ونقابة هيئة التدريس بجامعة صنعاء.
من ناحية أخرى، أعلنت ميلشيات الحوثي عن تشكيل لجنة للنظر في تلك الممارسات والحد منها فيما برر قياديون في الحركة تلك الانتهاكات بأنها: «أمور طبيعية وتحدث عادة في كل الثورات».
وذكر بلاغ صادر عن منظمات حقوقية تعرّض المكتبة الصوفية ومكتبة الشيخ «العمراني» بصنعاء للنهب والاتلاف على يد مليشيات الحوثي.
من جانبه، استمر الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» في مشاوراته لتسمية رئيس جديد للحكومة. مطالبا الحوثيين الذين سيطروا على عدة مؤسسات رسمية في العاصمة صنعاء خلال عطلة نهاية الأسبوع على الانسحاب منها.
كما اتهم مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، «جمال بن عمر» مليشيات الحوثي بنهب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من معكسرات الجيش في صنعاء وسحبها باتجاه محافظة عمران، وطالبهم بتنفيذ بنود الاتفاق لكنهم أعلنوا أنهم لن يسحبوا مسلحيهم من العاصمة إلا بعد تشكيل الحكومة.
وتصاعدت الانتقادات الشعبية لوزير الدفاع اليمني اللواء «محمد نصار أحمد» والاتهامات الموجهة اليه بالتواطؤ مع مليشيات الحوثي بعد بيان جديد صدر الخميس عن وزارة الدفاع أكدت فيه أن «الجيش يقف على الحياد من الأحداث الجارية».
حيث لقي هذا البيان موجة انتقادات حادة من كثير من القوى السياسية والمراقبين للشأن اليمني خاصة بعد اقتحام مليشيات الحوثي لمبنى وزارة الدفاع والتقاط مسلحين حوثيين صورا تذكارية على كرسي وزير الدفاع نفسه.
سخط شعبي من تصريحات روحاني
على صعيد الموقف الإيراني من المشهد في اليمن، يسود سخط شعبي واسع في اليمن بسبب تصريحات الرئيس الإيراني «حسن روحاني» التي وصف فيها سيطرة مليشيات الحوثي على العاصمة اليمنية بأنها «شجاعة كبيرة» واعتبرها جزءاً مما وصفه بـ «النصر المؤزر والباهر» الذي تدعمه إيران.
كما أثارت تصريحات عضو البرلمان الإيراني «على زاكاني» التي أكد فيها أن صنعاء بعد سيطرة الحوثيين عليها باتت «رابع عاصمة عربية تحت سيطرة إيران»، أثارت انتقادات شعبية واسعة في اليمن ودول عربية أخرى.
الولايات المتحدة تحذّر رعاياها
من جانبها، حذرت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها مواطنيها من السفر إلى اليمن نظرا للأوضاع الأمنية المتردية، بعد سيطرة مليشيات الحوثي على أجزاء واسعة من صنعاء، وأهابت الخارجية بالمواطنين، الذين يبقون في اليمن رغم التحذيرات، تقليل تنقلاتهم عبر البلاد قدر الإمكان وتوخي الحذر وإمداد سفارة بلادهم في اليمن بوسائل الاتصال بهم عند الضرورة.
كما أمرت كذلك بخفض عدد موظفيها في اليمن، لكنها أوضحت في الوقت ذاته أن سفارتها في صنعاء مستمرة في العمل من خلال طاقم محدود.