ألزمت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية الخطباء بالدعاء لولاة الأمر وقادة البلاد، والحرص على الالتزام بالأدعية المشروعة، وعدم الاعتداء في الدعاء، في الوقت الذي يتهرب ويتجاهل فيه بعض خطباء المساجد الدعاء لهم.
كما أن من الملاحظات التي سجلت على بعض الخطباء من قبل مفتشي فروع الوزارة تجاهلهم الدعاء لقادة البلاد، حيث تم التنبيه عليهم، والتأكيد عليهم بالدعاء لهم.
وأكدت الوزارة على الخطباء التقيد بالواجبات التي كلفوا به، وعدم الإذن لأي شخص بالخطبة عنهم مطلقا إلا بعد التنسيق مع إدارة التوجيه بالفرع، وأخذ الموافقة على ذلك، وعدم السماح لأي شخص بإلقاء كلمة بعد صلاة الجمعة مطلقا.
وشددت الوزارة على أهمية اقتصار الخطب على مفهوم الوعظ والإرشاد، وتذكير الناس بأحكام الدين والفضائل، وأن يلتزم الخطيب بعدم الخوض في مسائل السياسة أو العصبية أو الحزبية، أو التعرض لأشخاص أو دول أو مؤسسات تصريحاً أو تلميحاً.
وقد وصف الشيخ «عبدالعزيز آل الشيخ» مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء، خطباء المساجد الذين يغفلون الدعاء لأولياء الأمور وقادتهم والمسؤولين في خطبهم بـ«المتكبرين».
وأكد «آل الشيخ» أن الدعاء لهم ليس عيبا، فالصحابة دعوا للخلفاء الراشدين، وهكذا التابعون، مبينا أن صلاح ولاة الأمر واستقامتهم نعمة من الله وتوفيق، فوجود القادة والحكام سبب لجمع الكلمة.
يأتي ذلك في الوقت الذي عاهد فيه نحو 100 خطيب وإمام مسجد وجامع على تبيان الأفكار الضالة، والتحذير من الفرقة والانشقاق، والوقوف ضد كل من يريد سوءا بالوطن وأهله، ومساندة قادة البلاد ورجال الأمن في محاربة هذه الأفكار وأصحابها.
وأكد البيان الختامي لملتقى «دور المسجد في تعزيز القيم الوطنية»، الذي نظمه فرع وزارة الشؤون الإسلامية في «الرياض»، على ترسيخ القيم والمبادئ الشرعية والوطنية في نفوس أبناء هذا الوطن المبارك، مشيرا إلى أن للمساجد مكانة سامية ومنزلة رفيعة في نفوس المسلمين.
وأوضح البيان أن من رسالة المسجد الدعوة إلى اللحمة الوطنية والتراحم فيما بين أفراد المجتمع وأبناء الوطن الواحد، حيث يعد المسجد من أهم مؤسسات المجتمع الدينية والتعليمية والتربوية والاجتماعية، والتحذير من خطورة التطرف.
من جانبه قال الدكتور «توفيق بن عبدالعزيز السديري» وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد إن على الدعاة والخطباء وأئمة المساجد واجبا عظيما، فمهمتهم عظيمة في درء الفتن والتحذير منها، لافتا إلى أن السعودية قائمة على كتاب الله وسنة الرسول، مبيناً أن الأئمة هم خط الدفاع الأول عن الدين والوطن.
وأوضح أهمية أن يكون للمسجد دور كبير في حفظ أمن المجتمع وتعزيز القيم الوطنية، المنطلقة من الكتاب والسنة وتعزيز دور المؤسسة الدينية في تربية الأمن الفكري لدى المجتمع وشبابه على وجه الخصوص.
كما أشار«السديري» إلى أن على الخطيب مسؤولية كبيرة، لكونه أعظم تأثيرا من غيره، فهو محل ثقة المستمع في الصدق والأمانة والعلم، وأنه من المفترض ألا يكون حديثه رأيا محضا، بل لا بد أن يكتسب الصفة الشرعية باعتلائه المنبر، مشيرا إلى أن المنابر لم توضع للسباب والشتم.