رأى موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، أن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، يدعم المتمردين الحوثيين سرًا، لإضعاف الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي، ومن ثم شق طريق العودة إلى السلطة.
ولفت الموقع إلى أن السياسات اليمنية تتدهور، وبالرغم من الحوار والإصلاح والوعود بإجراء انتخابات، فشلت الدولة في تضميد جراح الانقسامات السياسية العديدة بسبب الحركة الانفصالية الجنوبية، وفرع تنظيم القاعدة العنيف، وغلاء الأسعار، وتنامي الإحباط، وهو ما قد يؤدي إلى إجهاض التحول الديمقراطي في البلاد.
وعلى مدى أكثر من شهر، فرض الحوثيون – جماعة شيعية متمردة في إقليم صعدة الشمالي – حصارًا على العاصمة صنعاء، ونصبوا خيامًا، ونظموا مسيرات، وقطعوا الطرق الرئيسية احتجاجًا على غلاء أسعار الوقود، والفساد الحكومي.
ويتهم النقاد، الحوثيين، بمحاولة الاستيلاء على السلطة، وإقامة دولة شبه مستقلة لأنفسهم في الشمال، لكنهم ينكرون ذلك.
وقدمت الحكومة اليمنية تنازلات، وتقف العاصمة صنعاء مشلولة بسبب الاحتجاجات، في ظل عدم تراجع الحوثيين، ووفقًا لتقرير مجموعة الأزمات الدولية الحديث، فإن “اليمن تقف الآن على مفترق طرق أكثر خطورة من أي وقت سبق منذ عام 2011”.
وتعتقد معظم الحسابات أن هناك وجهين في هذه المعركة، الأول: الحوثيون: وهم قوة توسعية وعدوانية يغتنمون فرصة تأمين الأراضي ومستقبلاً في السلطة، بجانب الاستفادة من الإحباط الذي يشعر به اليمنيون بسبب التغيير الطفيف الذي شهدوه منذ الثورة، والثاني: الحكومة، التي يقودها الرئيس عبدربه منصور هادي، وتكافح من أجل جذب الحوثيين والجماعات المختلفة الأخرى، لإبرام عقد اجتماعي جديد.
غير أن هذه الحسابات تتغاضى عن السيناريو الأكثر خطورة الذي يتكشف على أرض الواقع، لتصبح الجهتان الفاعلتان في المعركة، الأولى: حزب الإصلاح – الإخوان المسلمين في اليمن – وهو عبارة عن جماعة ثرية ومنظمة جيدًا وذات أغلبية سنية، انضمت لاحتجاجات عام 2011، واحتلت نصف مقاعد الحكومة الانتقالية، ولم يثق حزب الإصلاح في الحوثيين، ويتهمهم بمحاولة إقامة مملكة شيعية على غرار إيران في الشمال، فمعظم القتال الدائر في صنعاء وحولها لا يدخل فيه الجيش اليمني، لكن الميليشيات المتحالفة مع التجمع اليمني للإصلاح هي التي تقاتل المقاتلين الحوثيين، وتتعدى عليهم في معاقلهم.
الجهة الفاعلة الثانية: الرئيس السابق علي عبدالله صالح، إذ أنه بعد تسليمه مقاليد السلطة إلى هادي في عام 2012، غادر صالح القصر، لكنه لم يتقاعد كسياسي، والآن يعيش صالح في مجمع يخضع لحراسة مشددة في العاصمة صنعاء، ويستضيف فيه اجتماعات يومية مع كبار الشخصيات الأجنبية وشيوخ العشائر، وما زال الكثيرون في الجيش موالين له.
ويرى دبلوماسيون أن صالح ليس طرفًا محايدًا في الصراع الحالي، بل إنه يدعم الحوثيين – الجماعة التي خاض معارك معها لسنوات أثناء توليه منصبه – بشكل ضمني وبشكل مباشر، لإضعاف الرئيس هادي، وشق طريق العودة إلى السلطة.